شياطين الانس--------1-2-2-5-الحياة الاخرة
شياطين الانس-الحياة الاخرة
"يا أيها الناس اتقوا ربكم، إن زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها. وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد". "الحج: 1-2".
"فإنما هي زجرة واحدة، فإذا هم ينظرون. وقالوا: يا ويلنا، هذا يوم الدين، هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون. احشروا الذين ظلموا و أزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله. فأهدوهم إلى صراط الجحيم، وقفوهم إنهم مسؤولون" "الصافات: 19-24".
الا كل شيء، ما خلا الله باطل، و كل نعيم، لا محالة ، زائل
اذا المرء اسرى ليلة ظن انه قضى عملا ، والمرء ما عاش ﺁمل
و كل امرئ يوما سيعلم سعيه اذا كشفت عند اﻟﺇله المحاصل
" لبيد بن ربيعة "
إن الحياة الآخرة قادمة لا ريب فيها، دل على ذلك القرآن العظيم في مثل قوله تعالى: "إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون". "غافر:59".
وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، كمثل قوله عليه الصلاة والسلام: "بعثت أنا والساعة كهاتين" وأشار إلى إصبعيه السبابة
و الوسطى وقرن بينهما، "رواه الشيخان"
وإجماع الأمة الإسلامية، فلا يوجد كتاب في الشريعة لم يتحدث عن قيام الساعة، وأن من أنكرها فهو ليس بمؤمن، قال تعالى:
" ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا" "النساء:136"
أولها نفخات الفزع الأكبر والموت الشامل لمعاشر الملائكة والإنس و الجن فالبعث. بعدها يبدأ القضاء الإلهي العادل، الذي لا استئناف بعده ولا تعقيب، يليه الجزاء الأوفى. ليس فيها للزمان نهاية، تنقسم دار القرار إلى قسمين: دار السلام ويتمتع أصحابها بالنعيم الدائم، ودار البوار ويعذب أصحابها بالعذاب السرمدي. يقدر يومها بخمسين ألف سنة، ليس فيه ليل ولا نهار، إما في ظل عرش العزيز الجبار، وإما في نيران السعير وبئس المصير ليس فيها طفولة ولا شيخوخة، كل البشر يبعثون على هيئة تحتمل الخلود في أحدى القرارين.
ان في الحياة الأولى التي نعيشها علامات قرب حلول الحياة الآخرة منها بعثة رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهي الرسالة الخاتمة ولا نبي بعده عليه الصلاة والسلام، لذلك قال صلى الله عليه وسلم: " بعثت أنا والساعة كهاتين" وقرن بين السبابة و الوسطى. ومعنى هذا الحديث الشريف –الذي رواه الشيخان رحمهما الله- أنّ الزمان المتبقي من بعثته عليه الصلاة والسلام الى قيام الساعة هو الفارق الضئيل بين طولي الوسطى والسبابة قياسا مع ما مر من زمان الحياة الدنيا. و يزداد ذلك الفارق ضآلة إذا علمنا أن ذلك الزمان المتبقي قد مر منه بعد: ألف وأربعمائة وتسعة عشر سنة قمرية.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا، ولا يزدادون من الله إلا بعدا".
وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضوان الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين، فليقرأ: إذا الشمس كورت" و"إذا السماء انفطرت" و"إذا السماء انشقت"."
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان: فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كالضرمة بالنار". وسأتوسع في الكلام عن زلازل الآخرة وأهوالها –إن شاء الله تعالى- في المقصد الثاني من كتاب البداية والنهاية ويعتقد علماء الفضاء المعاصرون الذين يبحثون في أرقى وأحدث مراكز البحوث الفلكية بأمركا وأروبا من أمثال" Thierry Montmerle" من المركز الأروبي للبحوث الفضائية أن نهاية العالم مبرمجة إلى ما بعد خمسة مليارات سنة من الآن [ 1991 م]، عندما تحترق الأرض برياح متوهجة آتية من الشمس فيصير الفضاء جحيما ويذوب كوكب الأرض من شدة الحرارة التي ستصل – حسب زعمه- إلى آلاف الدرجات. تنتهي إثر ذلك الحياة في مجرتنا الشمسية. وما هذا إلا وهم من أوهام علماء هذا العصر الذين ملؤوا حياتنا بالتصورات الخيالية والتي تتناحر بعضها ضد بعض دون الاعتماد على أسس شرعية متينة أو استنتاجات نزيهة، الغاية الوحيدة من ورائها هو إيهام البشر أن الكون وجد عن طريق الصدفة والعبث و بدون صانع. أما الفلاسفة فقد اختلفوا في تقرير: هل أن الإنسان يحاسب جسما وروحا، أم روحا فقط ؟ فاعتقد الفيلسوف الطبيب ابن سينا أن الأجساد لا تحشر وإنما المثاب والمعاقب هي الأرواح وحدها، فرد عليه الفيلسوف الغزالي في كتابه "المنقذ من الضلال" بالقول التالي: " … إن مجموع ما غلط فيه ابن سينا والفارابي من الإلهيات يرجع إلى عشرين أصلا، يجب تكفيرهما في ثلاثة منها وتبديعهما في سبعة عشر. أما المسائل الثلاث فقد خالفا فيها كل المسلمين :
* الأولى: قالا: إن الأجساد لا تحشر وإنما المثاب والمعاقب هي الأرواح.
* الثانية: قولهما: إن الله يعلم الكليات دون الجزئيات.
* الثالثة: قولهما: بقدم العالم.
واعتقاد هذا كفر صريح .
وخاطب الفيلسوف المعرّي الفيلسوفين ابن سينا والفارابي قائلا :
قال المعلم والطبيب كلاهــما لا تحشر الأجساد، قلـت إليـكما
إن صح قولكما فلست بخاسـر أو صح قولي فالخسار عـليكـما
وفسر الدكتور السويسي بيتي المعري في كتاب "أدب العلماء" كما يلي :
" …استعمل أبو العلاء المعري في جدله حجة المراهنة التي استعملها الفيلسوف الفرنسي « Pascal » بعده، بالنسبة إلى الملحد الجاحد وجود الله."
"أدب العلماء: السويسي"
والخير هو أن نتوب إلى الله من قريب قبل أن يفوت الأوان: "هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة، أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك، يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرا" "الأنعام: 58".
و قال الله تعالى:
" ان الذين كفروا بعد ايمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم و اولئك هم الضالون . ان الذين كفروا و ماتوا وهم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا و لو افتدى به اولئك لهم عذاب اليم و ما لهم من ناصرين" "ال عمران: 90 − 91"
"اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون، ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون" "الأنبياء: 1-2".
وقال العزيز الجبار تبارك وتعالى: "ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة، كذلك كانوا يؤفكون. وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث، فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون". "الروم: 55-56".
ندعو الله العزيز الكريم أن يجعلنا من ضمن الذين أوتوا العلم والإيمان وأن يحشرنا مع المؤمنين الصالحين الفائزين. فعندما يصل زمان الطامة الكبرى يتوفى الله العزيز الجبار –جل جلاله- حملة العرش وعظماء الملائكة من أمثال جبرائيل و إسرافيل و ميكائيل وعزرائيل عليهم جميعا صلاة الله وسلامه بعد النفخة الثانية في الصور. و عن عبد الله بن عباس رضوان الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما خلق الله السماوات والأرض خلق الصور. وللصور إحدى عشر دائرة، وأعطاه الله تعالى إسرافيل عليه السلام. وهو واضعه على فمه ناظرا ببصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر".
سأل أبو هريرة رضي الله عنه: " ما الصور يا رسول الله ؟" فقال عليه الصلاة والسلام: "هو قرن عظيم من النور، والذي بعثني بالحق نبيا، عظم كل دائرة فيه كعرض السماوات والأرض، وينفخ فيه ثلاث نفخات: نفخة للفزع، ونفخة للصعق، ونفخة للبعث. يأمر الله تعالى إسرافيل عليه السلام بالنفخة الأولى، فينفخ فيه، فيفزع من في السماوات ومن في الأرض، وهو قوله تعالى: "ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض"، أي يستغيث كل من فيها خوفا حتى" تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها"، ,وتصير الولدان شيبا. فيمكثون ما شاء الله. ثم يأمر الله تعالى إسرافيل عليه السلام أن ينفخ نفخة الصعق، فينفخ، فيموت من فيها كما قال الله تعالى: "ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله". يعني سبحانه وتعالى جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل وملك الموت وحملة العرش. فيأمر الله تعالى ملك الموت بأن يقبض أرواحهم، فيقبض أرواحهم. ثم يقول الله تعالى يا ملك الموت من بقي من خلقي ؟ فيقول: يا رب، بقي العبد الضعيف، ملك الموت. فيقول الله تعالى: يا ملك الموت، ألم تسمع قولي: "كل نفس ذائقة الموت" ؟ اقبض روح نفسك. فيجيء ملك الموت إلى موضع بين الجنة والنار وينزع روحه. فيصيح صيحة، لو كان الخلق كلهم أحياء لماتوا من صيحته، فيقول: لو علمت ما للموت من الشدة و الألم ما قبضت أرواح المؤمنين إلا بالرفق، ثم يموت، فلا يبقى أحد من الخلق. فتبقى الأرض خرابا أربعين سنة، فيقول الله تعالى:
" أيتها الدنيا الدنية، أين الملوك ؟ وأين أبناء الملوك ؟ وأين الجبابرة ؟ وأين الذين كانوا يأكلون رزقي و يعبدون غيري ؟ "لمن الملك اليوم ؟"
فلا يوجد أحد يجيبه، فيجيب نفسه بنفسه ويقول: " لله الواحد القهار". ثم يحيي الله تعالى حملة العرش ويحيي إسرافيل و ميكائيل وعزرائيل وجبرائيل فيحيون بإذن الله تعالى. ثم يأمر الله تعالى إسرافيل عليه السلام: أن ينفخ في الصور، فينفخ. فتخرج الأرواح كأنها النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض، فتدخل إلى الأجساد، كما قال الله تعالى: "ثم نفخ فيه أخرى، فإذا هم قيام ينظرون". فتبعث الخلائق إلى المحشر من الجن والإنس غير الملائكة". " درة الناصحين: عثمان الخوبري".
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire