16:22
وفاة رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
·
لمزيد الاتعاظ والعبرة أنقل بإيجاز من" درة الناصحين في الوعظ
والإرشاد" للشيخ الجليل عثمان الخوبري من علماء القرن التاسع هجري، قصة
وفاة خاتم الأنبياء وإمام المرسلين صلى الله عليه
وسلم:
قال ابن مسعود رضي الله عنه:
لما دنت وفاة النبي عليه
الصلاة والسلام جمعنا في بيت أمنا عائشة، ثم نظر إلينا فدمعت عيناه وقال:
"مرحبا بكم، رحمكم الله، أوصيكم بتقوى الله وطاعته، قد دنا الفراق وقرب
المنقلب إلى الله تعالى وإلى الجنة المأوى. فليغسلني علي وليصب الماء الفضل بن
عباس وأسامة بن زيد بيمينهما، وكفنوني في ثيابي إن شئتم، أو حلة يمانية بيضاء،
فإذا غسلتموني ضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير لحدي ثم اخرجوا عني ساعة:
فأول من يصلي علي الله عز وجل، ثم جبرائيل،ثم ميكائيل ثم إسرافيل، ثم ملك
الموت مع جنوده، ثم سائر الملائكة، ثم ادخلوا علي فوجا فوجا وصلوا علي".
فلما سمعوا فراق النبي عليه الصلاة والسلام صاحوا وبكوا وقالوا: يا
رسول الله: أنت رسولنا وجامع شملنا وسلطان أمرنا، إذا ذهبت عنا فإلى من نرجع ؟
فقال عليه الصلاة والسلام :
"تركتكم على المحجة البيضاء، وتركت لكم واعظين: ناطقا وصامتا، فالناطق:
القرآن والصامت: الموت. إذا أشكل عليكم
أمر فارجعوا إلى القرآن والسنة، وإذا قست قلوبكم فلينوها بالاعتبار في أحوال
الموت". ثم مرض رسول الله عليه الصلاة والسلام في آخر شهر صفر وظل مريضا
ثمانية عشر يوما يعوده الناس. وكان ابتداء مرضه الذي مات فيه صداعا عرض له عليه
الصلاة والسلام. بعث عليه الصلاة والسلام يوم الاثنين ومات فيه. فلما كان يوم
الاثنين ثقل مرضه، فأذن بلال آذان الصبح، وقام بباب رسول الله، فقال: السلام عليك
يا رسول الله، فقالت فاطمة: إن رسول الله مشغول بنفسه. فدخل بلال المسجد ولم يفهم
كلامها. فلما أسفر الصبح جاء بلال ثانيا، وقام بالباب، فقال كذلك، فسمع رسول الله
صوته فقال: "أدخل يا بلال"، فدخل باكيا، فقال عليه الصلاة والسلام:
"إني مشغول بنفسي وثقل علي مرضي، يا بلال: مر أبا بكر أن يصلي بالناس".
فخرج بلال باكيا ودخل المسجد، فقال: "يا أبا بكر، إن رسول الله يأمرك أن تصلي
بالناس، هو مشغول بنفسه". فلما رأى أبو بكر محراب رسول الله خاليا منه لم
يتمالك نفسه، فضج المسلمون معه، فسمع النبي عليه الصلاة والسلام ضجيجهم.
فقال:" يا فاطمة، ما هذا الصياح والضجيج ؟" فقالت: "ضج المسلمون
لفقدك منهم". فدعا رسول الله عليا والفضل بن عباس واتكأ عليهما فخرج إلى
المسجد وصلى رسول الله بهم ركعتي الفجر من يوم الاثنين، ثم ولى بوجهه إلى الناس،
فقال عليه الصلاة والسلام: "يا معشر المسلمين أنتم في وداع الله تعالى وكنفه،
عليكم بتقوى الله وطاعته، فإني مفارق الدنيا، وهذا أول يومي من الآخرة وآخر يومي
من الدنيا". ثم قام وذهب إلى بيته. فأوحى الله تعالى إلى ملك الموت: "أن
اهبط إلى حبيبي بأحسن صورة وارفق به في قبض روحه، فإن أذن لك أن تدخل فادخل، وإن
لم يأذن لك فلا تدخل وارجع". فهبط ملك الموت على صورة أعرابي، فقال:
"السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، أأدخل ؟". فأجابت
فاطمة، فقالت: "يا عبد الله، إن رسول الله مشغول بنفسه ثم نادى الثانية،
فقال: "السلام عليكم يا رسول الله، يا أهل النبوة أأدخل ؟". فسمع عليه
الصلاة والسلام صوته فقال:" يا فاطمة من على الباب ؟". فقالت: رجل
أعرابي نادى، فقلت إن رسول الله مشغول بنفسه، ثم نادى الثانية فقلت مثله، فنظر إلي
نظرة فاقشعر جلدي وخاف. فقال عليه الصلاة والسلام: "أتدرين من هو يا فاطمة
؟" قالت: لا، فقال عليه الصلاة والسلام:
" هو
هازم اللذات، وقاطع الشهوات، ومفرق الجماعات، ومخرب الدور، ومعمر القبور".
فبكت فاطمة رضي الله عنها بكاء شديدا. ثم قال عليه الصلاة والسلام: "أدخل يا
ملك الموت". فدخل، فقال: "السلام عليك يا رسول الله"، فقال صلى
الله عليه وسلم: "وعليك السلام يا ملك الموت"، أجئت زائرا أم قابضا
؟". فقال: "جئت زائرا، قابضا إن أذنت لي، وإلا فأرجع ! فقال صلى الله
عليه وسلم: "يا ملك الموت، أين تركت جبرائيل عليه الصلاة والسلام ؟"
فقال: "تركته في السماء الدنيا والملائكة يعزّونه"، فلم يلبث ساعة حتى
هبط جبرائيل عليه الصلاة والسلام، وجلس عند رأسه. فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "ألم تعلم أن الأمر قد قرب ؟" فقال: "بلى يا رسول
الله"، فقال صلى الله عليه وسلم: " بشرني ما لي عند الله من الكرامة
؟". فقال جبرائيل عليه الصلاة والسلام: " إن أبواب السماء قد فتحت،
والملائكة صفوفا صفوفا ينتظرون في السماء لروحك، وأبواب الجنة قد فتحت، والحور
كلها قد تزينت، ينتظرون لروحك". فقال صلى الله عليه وسلم: " الحمد
لله". ثم قال صلى الله عليه وسلم: " بشرني يا جبرائيل كيف تكون أمتي يوم
القيامة ؟" قال: "أبشرك أن الله تعالى قال:"إني حرمت الجنة على
سائر الأنبياء حتى تدخلها أنت، وحرمتها على سائر الأمم حتى تدخلها أمتك"،
فقال صلى الله عليه وسلم: "الآن طاب قلبي وزال غمي".ثم قال عليه الصلاة
والسلام: " يا ملك الموت أدن مني". فدنا يعالج قبض روح رسول الله محمد
صلى الله عليه وسلم فلما بلغ الروح منه السرة، قال عليه الصلاة والسلام: "يا
جبرائيل، ما أشد مرارة الموت ! " فولى جبرائيل وجهه عنه، فقال عليه الصلاة
والسلام: " يا جبرائيل: أكرهت النظر إلى وجهي ؟" فقال جبرائيل: "يا
حبيب الله: من يطيق قلبه أن ينظر إلى وجهك وأنت في سكرات الموت!
".
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: " كان روح النبي عليه الصلاة والسلام في
صدره،وهو يقول: "أوصيكم بالصلاة وما ملكت أيمانكم ". فما برح يوصي، في
آخر نفسه حرك شفتيه مرتين فألقيت سمعي، فسمعته يقول خفية: "أمتي، أمتي".
فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين من شهر ربيع
الأول. "عن درة الناصحين: عثمان الخوبري، رحمه
الله رحمة واسعة ".و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "… ولقد قبض رسول
الله-صلى الله عليه وسلم – وإن رأسه لعلى صدري ولقد سالت نفسه في كفي فأمررتها على
وجهي، ولقد وليت غسله- صلى الله عليه وسلم – والملائكة أعواني، فضجت الدار
والأفنية، ملأ يهبط، وملأ يعرج، وما فارقت سمعي هينمة منهم، يصلون عليه حتى
واريناه
ضريحة".
عن "نهج البلاغة، الإمام محمد عبده".قال الله عز وجل: " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل،
أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا
وسيجزي الله الشاكرين"."آل عمران: 144".
[فلو كانت الدنيا تدوم لواحد
لكان رسول الله فيها مخلدا]
ودفنوه- عليه الصلاة والسلام في حجرة أم
المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهي قائمة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم،
وتقول:
" يا من لم يلبس
الحرير،
ولم ينم على الفراش الوثير،
يا من خرج
من الدنيا ولم يشبع بطنه خبز
الشعير،
يا من اختار الحصير على السرير
، يا من لم ينم طول الليالي من خوف
السعير*درة الناصحين عثمان الخوبري*
-وذكر البيهقي ان جبريل عليه السلام زار الرسول ضلى
الله عليه وسلم في مرضه ثلاثة ايام يساله عن حاله
وانه صلى الله عليه وسلم
صلى عليه الناس افواجا افواجا بغير امام وبغير دعاء الجنازة
المعروف وترك بلا دفن ثلاثة ايام وفرش له في لحده قطيفة والامران مكروهان قي حقنا
وانه لا
يبلى جسده الشريف صلى الله عليه وسلم *رواه ابو
داود*
وانه وكل بقبره صلى الله عليه وسلم ملك يبلغه صلاة المصلين عليه *رواه
الامام
احمد*
وان ما بين منبره وفبره صلى الله عليه وسلم روضة من رياض الجنة *رواه
البخاري*
ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم الكوثر نهر في الجنة
ومنها الوسيلة وهي اعلى درجة في
الجنة
*الانوار المحمدية من المواهب اللدنية للقاضي النبهاني*
قال الله تعالى: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها
الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما". "الأحزاب:56".و الإجماع منعقد على أن في هذه الآية من تعظيم النبي صلى الله عليه
وسلم والتنويه به ما ليس في غيرها. قال ابن عبد السلام: ليست صلاتنا على النبي صلى
الله عليه وسلم شفاعة له، فإن مثلنا لا يشفع لمثله ولكن الله أمرنا بمكافأة من
أحسن إلينا، فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء، فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن
مكافأة نبينا إلى الصلاة عليه.
"اللهم اجعل صلواتك وبركاتك ورحماتك على سيد المرسلين وإمام المتقين
وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك، إمام الخير و رسول الرحمة.اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه فيه الأولون والآخرون.اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد
مجيد. وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد
مجيد.اللهم صل صلاة كاملة وسلم سلاما تاما على سيدنا محمد نبي تنحل به
العقد وتنفرج به الكرب وتقضي به الحوائج وتنال به الرغائب وحسن الخواتم ويستسقى
الغمام بوجهه الكريم، وعلى آله وصحبه في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك، يا رب
العالمين.
· ٠اللّهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمّدٍ وعلى جميعِ
الأَنبِياءِ والمرسلين إِنّك حميد مجيد، ٠اللّهمّ بَلِّغْ نبِيّنا محمّدًا
السَّلامَ والتَّحِيَّةَ، وارْددْ علينا مِنْه السّلامَ يا ذا الجلالِ والإكرام،
٠اللّهمّ صلِّ على نبِيِّنا محمَّدٍٍ رسولِ الكرمِ والجود،صاحِبِ المقامِ المحمودِ
والكَوْثَرِِ الموعود واللِّواءِ المَعْقودِ والجاَهِ المَمْدودِ والشَّفْعِ
المَنْشودِ في كلِّ ركوعٍ وَسجودٍ،يا مبْدِعَ الكَوْن والوجود، يا حَيّ يا قَيّوم
يا مَعبود٠ ٠اللّهمّ صلِّ أفضلَ صلواتك وأكملها ،متبوعة بِسلامٍ مِنكَ يماثِلها،
صلاةً وسلاما يفيضانِ مِنْ فَيْضِ فضْلِكَ الذي لا يَنْفَد على أحبِّ عبيدِكَ
إلَيْكَ نبِيِّنا محمّدٍ إمامِ المرْسلينَ وسيّدِ الأوّلين والآخِرين، عددَ جميعِ
المشهوداتِ والمغَيّباتِ من ذرّاتٍ ونَسَماتٍ ومجرّات ومذنّباتٍ من البِدايات الغابِراتِ
إلى النِّهاياتِ اللاّحقات ٠اللّهمّ يا وهّاب يا رزّا ق يا فتّاح نسْألك مفاتيحَ
الخيرِ وأسبابَ السّعادةِ في الأولى والوسطى والآخرة، ٠اللهمّ يا عَفُوُّ إنّكَ
كريم ٌ تحبّ العفوَ فاعفُ عنّا٠ سِتْرُ العرْشِ مسبول علينا، وعين اللّه ناظرة
إلينا،بحوْلِ الله لا يُقْدرُ علينا، ٠اللهم يا ذا الملكِ والملكوت ،يا شديدَ
البطش والجبروت،يا ربَّ الأئمّةِ والأحبارِ والكهنوت ، إجعلْ كيد الكائدين في
نحورِهمْ ومَكْرَ الماكِرين راجعا عليهم وجبروتَ الجبابِرةِ غُبْنا وشقاء وتعاسة
لهمْ، ٠اللهم يا رحمانُ يا رحيمُ ثَبِّتْنا على الطّريقِ المستقيمِ وأَعِذْنا مِنْ
خِزْيِ الدّنيا وعذابِ الآخِرة، لا إلهَ إلاّ أنتَ ،لكَ الحمدُ ولك المُلْكُ وأنتَ
على كلِّ شيءٍ قادِرٌ وقدِير
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire