Pages

mardi 7 mai 2013

شياطين الحكم والمتعة


شياطين الحكم والمتعة



الفصل ج: شياطين الحكم والمتعة
قال الله عز و جل: "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله.".                                  "النساء: 105".
اللهم، يا عزيز، يا جبار، إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم. "إن الحكم إلا لله، أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إياه ذلك الدين القيم" "يوسف 40" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر". وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمان، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا. " رواه مسلم وأحمد والنسائي رحمهم الله تعالى.  وقال ابن منظور رحمه الله تعالى:  وفي الحديث: "أول دينكم نبوة ورحمة، ثم ملك أعفر" ومعنى ملك أعفر أي ملك يساس بالدهاء والمنكر.  "لسان العرب".
 وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:

فقد بانت خسارتهم
فمـا ربحت تجارتهم
                        قضاة الدهر قد ضلوا
                        فباعوا الدين بالدنيـا
أما ابن خلدون فقد أقر أن: أكثر الأحكام السلطانية جائرة في الغالب إذ العدل المحض إنما هو في الخلافة الشرعية، وهي قليلة اللبث …". ونصح ميمون بن مهران بالابتعاد عن السلطان، لأنك إن أطعته خاطرت بدينك وإن عصيته خاطرت بنفسك، والسلامة أن لا تعرفه ولا يعرفك.وقال أبو القاسم الشابي رحمه الله تعالى:

ودمدمة الحرب الضروس لها فم
يصرم أحداث الزمان ويبــرم
فيهدم ما شاد الظلام ويحطـم
                ولعلعة الحق الغضوب لها صدى
                 إذا التف حول الحق قوم فإنـه
                هو الحق يغفى ثم ينهض ساخطا
و قال ابن خلدون رحمه الله تعالى: " … السياسة والملك هي كفالة للخلق وخلافة لله في العباد لتنفيذ أحكامه فيهم.  و أحكام الله في خلقه وعباده إنما هي بالخير ومراعاة المصالح كما تشهد به الشرائع. وأحكام البشر إنما هي من الجهل والشيطان، بخلاف قدرة الله –سبحانه –وقدره. فإنه فاعل للخير والشر معا و مقدرهما، إذ لا فاعل سواه … وإذا تأذن الله بانقراض الملك من أمة حملهم ملوكهم على ارتكاب المذمومات وانتحال الرذائل. فتفقد الفضائل السياسية منهم، ولا تزال في انتقاص إلى أن يخرج الملك من أيديهم. قال الله تعالى: "وإذا أردنا أن نهلك قرية، أمرنا مترفيها، ففسقوا فيها، فحق عليها القول، فدمرناها تدميرا".             "مقدمة ابن خلدون".
ماسك قلمي متسلح بإيماني معتمد على ذاكرتي، مجاهد بعقلي متوكل على الله تعالى، قد حان الوقت، كي أقتحم حصون الجبروت وبروج التضليل التي تخندق خلفها جبابرة الأرض. فبدون نفاق ولا مجاملات، وبدون زخرفة للكلام ولا مداهنات، أداهم بكل ثقة ووعي ورباطة جأش شياطين الحكم والمتعة الذين تعاقبوا على سياسة المملكة الملعونة الجاثمة على كوكب الأرض. وفي بداية الكلام عنهم، ألاحظ أن داء التكالب على الحكم وجرائم البطش والظلم والتوحش هي متأصلة في سلاطين العرب، وأكاد أمنحها الجنسية العربية: ولدت في أقوام عاد وثمود ومدين و قريش فقاومها أنبياء العرب الأربعة: هود، وصالح، وشعيب، ومحمد عليهم الصلاة و السلام. ثم اشتد عودها في بلاد الشام عندما استولى معاوية على الحكم بعد اغتيال عثمان وعلي رضي الله عنهما، ثم انتشرت في العراق ومصر، ثم زحفت على بلاد البربر، فوصلت الأندلس، ثم تفشت عدواها في شتى أنحاء العالم. إن التوحش الذي تغلغل في أعماق العرب هو السبب الجوهري في خراب إفريقيا وآسيا، وهو العائق الأزلي الذي يمنعنا من بلوغ أسباب القوة والعمران كبقية أمم الأرض، والعرب هم خبراء قدامى في النهب والعبث والتخريب والتبذير وسبب ذلك: هو ما بينه العالم الجليل عبد الرحمان بن خلدون بأنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم، فصار لهم خلقا وجبلة، وكان عندهم ملذوذا لما فيه من الخروج عن  ربقة الحكم وعدم الانقياد للسياسة… وطبيعة العرب يغلب عليها انتهاب ما في أيدي الناس …. و ليست للعرب عناية بالأحكام وزجر الناس عن المفاسد، ودفاع بعضهم عن بعض، إنما همهم ما يأخذونه من أموال الناس نهبا أو غرامة. فإذا توصلوا إلى ذلك وحصلوا عليه، أعرضوا عما بعده من تسديد أحوالهم والنظر في مصالحهم، فتبقى الرعايا في مملكتهم كلها فوضى دون حكم، والفوضى مهلكة للبشر مفسدة للعمران … والعرب هم دائما متنافسون في الرئاسة، وقل أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره، ولو كان أباه، أو أخاه، أو كبير عشيرته إلا في الأقل وعلى كره… وانظر إلى ما ملكوه وتغلبوا عليه من الأوطان من لدن الخليفة كيف تقوض عمرانه وأقفر ساكنه، وبدلت الأرض فيه غير الأرض … فاليمن قرارهم خراب، إلا قليل من الأمصار، وعراق العرب كذلك قد خرب عمرانه الذي كان للفرس أجمع والشام لهذا العهد كذلك، وإفريقيا (أي ليبيا وتونس والجزائر) والمغرب لما جاز إليها بنو هلال وبنو سليم منذ أول المائة الخامسة، وتمرسوا بها لثلاثمائة وخمسين من السنين، قد لحق بها وعادت بسائطه خرابا كلها، بعد أن كان ما بين السودان والبحر الرومي كله عمرانا. والله يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين. هذا ما أقره العالم العربي الجليل عبد الرحمان بن خلدون في كتاب التاريخ الذي يعتبر واحد من أهم المراجع العلمية على صعيد البشر جميعا. ولم يتغير من تلك الطباع المتوحشة شيء في عهدنا هذا فسلاطين العرب من المحيط الهندي إلى محيط الظلمات، ومرورا بضفاف البحر الرومي، لا يتركون كراسي الحكم إلا بالموت أو العنف، فلقد عاصرت تناوب خمسة رؤساء من فرنسا، وأكثر من عشرة رؤساء في الولايات المتحدة الأمريكية ولكن لم يتخلّ أي سلطان من سلاطين العرب عن حكمه، من تلقاء نفسه. و السبب في ذلك هو طبع التوحش المتأصل فيهم، وزاد في طول أعمارهم طيب العيش وبحبوحة الحياة فيعيشون إلى أرذل العمر. أما عندما كان كتاب الله هو الدستور في عهد أبي بكر وعمر، فقد بلغ المسلمون أسمى مراتب العظمة وأعلى درجات القوة. فلما تغيرت الأهداف وانتصر التهافت على أعراض الدنيا تقهقر السلاطين وهلكت أمم العرب. ورغم تبذير ثروات الأمة الإسلامية قاطبة في تكديس الأسلحة المعطوبة الفاسدة فإن العرب قد استسلموا في مؤتمر مدريد لشروط الدولة اليهودية بعد استسلام ملوك الأندلس بخمسة قرون شمسية. ولقد درست مدة طويلة علوم الرياضيات في إحدى الكليات العسكرية، فلم أر على وجوه العسكريين إلا حب الأمتعة الفاخرة ومغازلة الحسان والتهافت على نعيم الحياة الدنيا. إن نظرية الحق الإلاهي في الحكم التي نادت بها "بابل القديمة" ثم احتضنتها "الكنيسة" قد أغرت كل السلاطين بالاعتقاد الخاطئ الذي يعتبر السلطان هو ظل الله في الأرض، يتحتم على الناس الخضوع المطلق لأوامره والتنفيذ الأحمق لرذائله، ففرض على الشعوب تقديسه وتأليهه. ونزولا عند رغبة السلاطين في تعزيز سلطانهم وتقوية نفوذهم حرف شياطين الفكر قول الحق تبارك وتعالى من سورة النساء: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"                                                                                                           "النساء".
فزعموا أن طاعة الله تعالى وطاعة محمد صلى الله عليه وسلم مرتبطتان بطاعة شياطين الحكم. لكني أستنكر بقوة العلم هذا الرأي الفاسد، وأقرر أن طاعة أولي الأمر من سلاطين الإنس لا تجب على الشعوب عندما ينحرف حكمهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إذ أن طاعة ولي الأمر منوطة بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فإذا تخلى عن ذلك، فبيعته منقوضة وطاعته مرفوضة حتى يفيء إلى الله تعالى.  قال الله تعالى: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون"                                                          "النحل:89".
وجاء في أول خطبة لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على منبره عليه الصلاة والسلام: " … أما بعد أيها الناس، فإني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الضعيف فيكم قوي حتى آخذ الحق له، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه، إن شاء الله. أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم. قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله". كما حرم الحق –تبارك وتعالى- تحريما قاطعا الخروج عن نصوص الشريعة الإسلامية، ويعتبر –سبحانه- العامل بغيرها كافرا وظالما وفاسقا:
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"                                                                   "المائدة: 44".
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون".                                                                 "المائدة: 45".
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون".                                                                  "المائدة: 47".
أما المؤمن الذي يختار من الأحكام غير ما اختاره الله ورسوله فهو ضال: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا"                             "الأحزاب: 36".                                                                                                                                  
وعن المفكر الأردني سعد جمعة أنقل قول عميد كلية الحقوق في جامعة "فيينا" « Vienne » النمساوية، الأستاذ "شيريل":
"إن البشرية تفخر بانتساب محمد إليها، ذلك الأمي الذي استطاع أن يأتي بشريعة، سنكون نحن الأوروبيون أسعد ما نكون، لو وصلنا إلى قمتها بعد ألفي عام". وقول الفيلسوف "الألماني" "قوت": " …أية شريعة في الدنيا لا تستطيع أن تعلو على شريعة محمد وسوف لا يتقدم عليه أحد، وإذا  كان هذا هو الإسلام، فكلنا مسلمون". عن كتاب "الله أو الدمار " سعد جمعة".
" وأسس الدولة الإسلامية هي الشورى والمساواة والعدالة وعدم الفساد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويشترط في السلطان: العلم، والعدل، والكفاية، وسلامة الحواس والأعضاء مما يؤثر في الرأي والعمل …" ابن خلدون: المقدمة".
ويرى ابن خلدون أن من مقتضيات الرفق بالرعية أن يكون الحاكم في مستوى تفكير العامة منهم. فإذا كان الحاكم يقضا شديد الذكاء أدى ذلك إلى إرهاق الرعية.  وأستند في ذلك على الحديث القائل: " سيروا على سير أضعفكم ". وقال "شمويل" إلى بني إسرائيل:" إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا. قالوا: أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال. قال: إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم. "والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم ".                "البقرة: 247".
 فدل هذا القرآن على أن يكون الملك ذا علم وقوة في بدنه ونفسه حتى يستطيع سياسة ملكه في حالتي السلم والحرب. أما الحكيم: عمرو بن عبيد فقد قرأ على الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور سورة الفجر إلى " إن ربك لبالمرصاد "، فبكى المنصور، ثم قال له: زدني: فقال له: إن الله قد أعطاك الدنيا بأسرها، فاشتر نفسك ببعضها. وإن هذا الأمر كان لمن قبلك، ثم صار إليك، ثم هو صائر لمن بعدك، واذكر ليلة تسفر عن يوم القيامة، فبكى المنصور بكاء شديدا. ويقول عبد القادر عودة في كتابه: الإسلام بين جهل أبنائه وعجز علمائه: تمتاز الشريعة الإسلامية على القوانين الوضعية بثلاث ميزات جوهرية هي:
أ*الكمال: أي أنها استكملت كل ما تحتاجه الشريعة الكاملة من المبادئ والنظريات التي تكفل سد حاجات الجماعة في الحاضر القريب، والمستقبل البعيد.
ب*السمو: تمتاز الشريعة أن قواعدها ومبادئها أسمى دائما من مستوى الجماعات، وأن فيها من المبادئ والنظريات ما يحفظ لها هذا المستوى السامي مهما ارتفع مستوى الناس.
ج*الدوام: تمتاز الشريعة عن القوانين الوضعية بالدوام. فنصوصها لا تقبل التعديل أو التبديل مهما مرت الأعوام وطالت الأزمان. وهي مع ذلك تظل حافظة لصلاحيتها في كل زمان ومكان … وإذا كانت الشريعة قد أعطت أولي الأمر حق التشريع، فإنها لم تعطهم هذا الحق مطلقا من كل قيد. فحق أولي الأمر في التشريع مقيد بأن يكون ما يضعونه من التشريعات متفقا مع نصوص الشريعة ومبادئها العامة…. فإذا أتى أولوا الأمر بما يتفق مع نصوص الشريعة ومبادئها العامة وروحها التشريعية، فعملهم صحيح تجب له الطاعة وإذا أتوا بما يخالف الشريعة فعملهم باطل، وكل ما هو باطل لا يصح العمل به ولا يجب له الطاعة. ولقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم هذه المعاني في قوله: " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وفي قوله عليه الصلاة والسلام: "إنما الطاعة في المعروف" وفي قوله عن أولي الأمر: "من أمركم منهم بمعصية فلا سمع له ولا طاعة …" ولقد أجمع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وفقهاء الأمة و مجتهدوها على أن طاعة أولي الأمر لا تجب إلا في طاعة الله، ولا خلاف بينهم في أنه: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق …" والخروج على الحاكم المسلم إذا ارتد، واجب على المسلمين، وأقل درجات الخروج على أولي الأمر هو عصيان أوامرهم ونواهيهم المخالفة للشريعة.
"الإسلام بين جهل أبنائه وعجز علمائه" عبد القادر عودة".
إن الـ: "أنا" التي تكلم عنها علماء الاجتماع، والتي كان من المفروض –من الوجهة الأخلاقية- أن تحترم "الآخر" قد "توحشت" و "تجبرت" عند شياطين الحكم، فدمرت وهشمت كل الفضائل البشرية واستولت على كل أحاسيسهم، فهيمنت على مشاريعهم الجهنمية، وأخضعتهم إلى قانون الغاب: "القوي يفترس الضعيف" فاستعبدوا الشعوب واضطهدوها وامتصوا دماءها. وضربوا عرض الحائط بالحديث القدسي الذي رواه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى:  "يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا"                                                          "رواه مسلم رحمه الله".
إن الظلم –كما قال ابن خلدون– هو مؤذن بخراب العمران. فالعدوان على الناس في أموالهم ذاهب بآمالهم في تحصيلها واكتسابها، لما يرونه من أن غايتها ومصيرها إنتهابها من أيديهم. فإذا ذهبت آمالهم في اكتسابها وتحصيلها انقبضت أيديهم في السعي في ذلك …، فإذا قعد الناس عن المعاش وانقبضت أيديهم عن المكاسب، كسدت أسواق العمران وانقبضت الأحوال …. وحكى ابن خلدون عن المسعودي رحمهما الله تعالى- في أخبار الفرس، عن "الموبذان" صاحب الدين عندهم أيام " بهرام بن بهرام" وما عرض به للملك، في إنكار ما كان عليه من الظلم والغفلة عن عائدته على الدولة بضرب المثال في ذلك على لسان البوم، حين سمع الملك أصواتها، وسأله عن فهم كلامها ؟ فقال "الموبذان" للملك: إن بوما ذكرا يروم الزواج من بوم أنثى، وإنها شرطت عليه عشرين قرية من الخراب في أيام الملك "بهرام بن بهرام" فقبل البوم الذكر بشرطها وقال لها: إن دامت أيام الملك أقطعتك ألف قرية، وهذا أسهل مرام. فتنبه الملك "بهرام" من غفلته، وخلا بالموبذان، وسأله عن مراده ؟ فقال له: أيها الملك، إن الملك لا يتم عزه إلا بالشريعة والقيام لله بطاعته، والتصرف تحت أمره ونهيه، ولا قوام للشريعة إلا بالملك، ولا عزة للملك إلا بالرجال، ولا قوام للرجال إلا بالمال، ولا سبيل إلى المال إلا بالعمارة، ولا سبيل  للعمارة إلا بالعدل، والعدل هو الميزان المنصوب بين الخليقة، نصبه الرب، وجعل له قيما وهو الملك. وأنت أيها الملك عمدت إلى الضياع فانتزعتها من أربابها وعمارها، وهم أرباب الخراج ومن تؤخذ منه الأموال، و أقطعتها الحاشية والخدم وأهل البطانة، فتركوا العمارة والنظر في العواقب وما يصلح الضياع، وسومحوا في الخراج لقربهم من الملك. ووقع الحيف على من بقي من أرباب الخراج وعمار الضياع فأنجلوا عن  ضياعهم، وخلوا ديارهم، وأووا إلى ما تعذر من الضياع فسكنوها. فقلت العمارة، وخربت الضياع، وقلت الأموال، وهلكت الجنود والرعية، وطمع في ملك "فارس" من جاورهم من الملوك لعلمهم بانقطاع المواد التي لا تستقيم دعائم الملك إلا بها. فلما سمع الملك ذلك، أقبل على النظر في ملكه وردت الضياع على أصحابها. فأخذوا في العمارة وقوي من ضعف منهم فعمرت الأرض وأخصبت البلاد، وكثرت الأموال عند جباة الخراج، وقويت الجنود وسفهت أمال الأعداء، وأقبل الملك على مباشرة أموره بنفسه فحسنت أيامه، وانتظم ملكه. وقال ابن خلدون أيضا: " … إن الظلم مخرب للعمران … وذلك مؤذن بانقطاع النوع البشري، وهي الحكمة العامة المراعية للشرع في جميع مقاصده الضرورية الخمسة من حفظ: الدين والنفس والعقل والنسل والمال.
وقال الله عز وجل:  "وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا، وجعلنا لمهلكهم موعدا ".                                   "الكهف: 59".
فقانون خراب العمران الذي أخبر عنه بديع السماوات والأرض، تبارك وتعالى، وقانون خراب العمران الذي أسسه ابن خلدون رحمه الله تعالى إنما ينفذان عندما يطغى الظلم ويتجبر الملوك، فيفسدون في الأرض ويأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف. إن الشريعة الإسلامية قررت منذ البداية مبدأ المساواة بين البشر دون قيد ولا شرط، دل على ذلك قول الله تعالى من سورة الحجرات: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. إن أكرمكم عند الله أتقاكم". وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الناس سواسية كأسنان المشط الواحد، لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى". كما قررت الشريعة الإسلامية منذ  فجر وجودها مبدأ "الحرية" في أروع مظاهرها، فقررت حرية الفكر وحرية الاعتقاد وحرية القول، دل على ذلك قوله تعالى من سورة يونس عليه السلام: "قل انظروا ماذا في السماوات والأرض" وقوله تعالى من سورة يونس أيضا: "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " وقوله تعالى من سورة آل عمران:  "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر".
و من المبادئ التي تقوم عليها الشريعة الإسلامية: العدالة المطلقة، دل على ذلك قوله تعالى من سورة النساء: "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".
فهذه المبادئ الثلاثة التي تقوم عليها القوانين الوضعية الحديثة قد أسستها الشريعة الإسلامية منذ أكثر من أربعة عشر قرنا فكيف تصلح تلك القوانين للعصر الحاضر، ولا تصلح الشريعة الإسلامية وهي تقوم على نفس المبادئ ؟ والشريعة الإسلامية جاءت بمبدإ "الشورى" من يوم نزولها من السماء، وذلك قوله تعالى: "وأمرهم شورى بينهم" وقوله تعالى: "وشاورهم في الأمر". وهي الديمقراطية بالمفهوم الحديث. ورغم قداسة الإسلام ورغم طهارة العقيدة الإسلامية، فلقد وجد في التاريخ القديم والحديث من الملوك والسلاطين من عبث بمبادئ الشريعة الإسلامية وملأ مجالسه بالخمر والغناء والرذائل، وخاصة في العصور الأموية والعباسية و الأندلسية والفاطمية، فكانوا يبذرون أموال الأمة الإسلامية في الفسق والفساد والعبث، ومن أنذلهم وأحقرهم إطلاقا: الشيطان العباسي الواثق، آخر خلفاء العصر العباسي الأول، فقد سلك مسلكا فريدا من مسالك العباسيين والأمويين، فقضى مدة خلافته في مغازلة الغلمان، ويستبيح لنفسه من جرائم قوم لوط ما حرمه القرآن العظيم وما يخجلني ذكره وخاصة عشقه بالغلام المصري" مهج": إن رضي "مهج" عن الخليفة: الواثق بن المعتصم ابن هارون الرشيد استقامت أمور الدولة العباسية، و إن صد عنه فالويل كل الويل لمن يدنو من الخليفة الفاسق. هذه حقائق مؤلمة ومخجلة ذكرها السيوطي في كتابه: "تاريخ الخلفاء" إن دلت على شيء فهي تدل على جبن وحقارة علماء عصر ذلك الخليفة الشيطان وعلى نفاق شياطين الفكر الذين تخاذلوا واستمتعوا بلذائذ الحياة. ومن جبن شياطين الفكر العرب: قديمهم وحديثهم أنهم لا يعظون ملوكهم إلا نادرا جدا. وما كان يمكن للتلوط في  عهود الوليد بن يزيد والأمين بن الرشيد والواثق بن المعتصم أن يتفشى بفظاعة ضخمة لولا نذالة علماء الدين المنافقين               و فتاويهم الفاسدة ولولا حقارة ووضاعة من يدعون الإسلام كذبا ونفاقا وبهتانا فرفعوا الخلفاء إلى موضع "من لا يسأل عما يفعل" ثم حرفوا القرآن العظيم تماما كما سبقهم على ذلك أحبار اليهود ورهبان النصارى وكهنة الفراعنة ولقد بلغ استهتار الملوك والسلاطين بالإسلام إلى درجة وقحة شجعت زعماء الخمريات والغزل من أمثال أبي نواس على القول في مجلس من مجالس عظماء العهد العباسي تارة:
                         دع عنك لومي فإن اللوم إغـراء             وداونـي بالتي  كانت هي الــداء
وتارة أخرى:
                         تسقيك من عينها خمرا ومن يدها              خمرا، فما لك من سكرين من بــد
وأمثال مسلم بن الوليد على القول تارة:
                         هل العيش إلا أن تروح مع الصبا               وتغدو صريع الكأس والأعين النجل ؟
وتارة أخرى:
                          سقتني بعينها الهوى وسقيتهـا                  فدب دبيب الراح في كل مفصـل
فكل الحكماء الصالحين يتفقون على أن الإنسان لا يمكن له أن يكون صالحا إلا بتجاوز الـ: "أنا" الفردي الضيق وقهر النفس والابتعاد عن العالم المدنس والبحث عن العالم المقدس. ولقد تكالب البشر على السلطة، وتجذرت تلك الرغبة في أمة العرب بصفة خاصة، فتخاصم الأنصار والمهاجرون في سقيفة "بني ساعدة" على خلافة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسهم سعد بن عبادة وأبو بكر الصديق، غداة وفاة الرسول وجثمانه –عليه الصلاة والسلام- مازال في بيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم يورى بعد التراب. وتجادل ستة من المبشرين بالجنة: علي وعثمان وعبد الرحمان وسعد وطلحة والزبير ثلاثة أيام بعد طعن عمر. ثم تناحر كبار الصحابة في معركة الجمل بعد مقتل عثمان، تحت قيادة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والزبير وطلحة من جهة وعلي وبني هاشم من جهة أخرى. واشتد القتال في معركة "صفين" بين أنصار بني هاشم وعلى رأسهم علي وأنصار بني أمية وعلى رأسهم معاوية. ثم تقاتل الخوارج مع جيش علي في معركة "النهروان" ثم استفحل الخلاف بين الأمويين والعباسيين. ولعل أبلغ كلام عن العداوة التي تمكنت من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مقتل عثمان الرسالة التي وجهها علي إلى معاوية ومنها قوله: " … ومنا النبي ومنكم المكذب [أبو جهل ] ومنا أسد الله [ حمزة ] ومنكم أسد الأحلاف [ أبو سفبان ] ومنا سيدا شباب أهل الجنة [ الحسن والحسين ] ومنكم صبية النار [ أبناء الحكم ابن العاص كما أخبر النبي بذلك ] ومنا خير نساء العالمين [فاطمة الزهراء] ومنكم حمالة الحطب [ عمة معاوية ]. والرسالة التي كتبها معاوية إلى سعد بن أبي وقاص يؤلبه على علي ومنها: " أما بعد، فإن أحق الناس بنصرة عثمان أهل الشورى الذين أثبتوا حقه، واختاروه على غيره، وقد نصره طلحة والزبير وهما شريكاك في الأمر والشورى، ونظيراك في الإسلام وخفت لذلك أم المؤمنين، فلا تكرهن ما رضوا ولا تردن ما قبلوا، فإنما نردها شورى في المسلمين". ومنها كتابه إلى قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري: "وهو ابن زعيم الأنصار سعد بن عبادة رضي الله عنه: " أما بعد، فإنك يهودي ابن يهودي [ لم يكن قيس كذلك وإنما نسبه معاوية إلى اليهود لتواجد بني إسرائيل بكثرة في يثرب ] إن ظفر بك أحب الفريقين عزلك واستبدل بك، وإن ظفر أبغضهما إليك قتلك، ونكل بك، وكان أبوك وتر قوسه، ورمى غرضه فأكثر الجر، وأخطأ المفصل، فخذله قومه، وأدركه يومه، ثم مات طريدا بحوران". فرد عليه قيس بن سعد بن عبادة بالكتاب التالي: " أما بعد: فإنك وثن ابن وثن، دخلت في الإسلام كرها، وخرجت منه طوعا، ولم يقدم إيمانك، ولم يحدث نفاقك. وقد كان أبي وتر قوسه ورمى غرضه، وشغب عليه من لم يبلغ كعبه ولم يشق غباره.. ونحن أنصار الدين الذي خرجت منه، وأعداء الدين الذي دخلت فيه".                         "البيان والتبيين: الجاحظ".
فاستبد معاوية بسلاح السياسة والغدر والمكر واستغل كل شيء من أجل التسلط على الخلافة الإسلامية والانتصار على علي كرم الله وجهه. وصلنا المملكة الملعونة واعترضنا فيها أصناف كثيرة من شياطين الإنس، والحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار. و لنتحصن من جديد بأسماء الله الحسنى، ولنكشف عن عفاريت الإنس من شياطين هذه المملكة الذين دنسوا الفضائل وحرفوا الشرائع، ونهبوا الخزائن وخربوا المدائن.
تغيرت البلاد ومن عليها                فوجه الأرض مغبر قبيح
تغير كل ذي طعم ولون              وقل بشاشة الوجه المليح
في هذه المملكة جعل إبليس اللعين خمسة أصناف من شياطين الجن يدبرون أحوالها، اختص كل واحد منهم بجزء من مكره وكيده:
-"ثبر" وهو الآمر بالثبور، ولطم الخدود، ودعوى الجاهلية.
-الأعور: وهو أمير الفساد والزنى.
-المسوط: وهو أكبر خبراء الكذب والافتراء، يعلم الناس ذلك.
-داسم: واختصاصه تفتين الناس بعضهم ضد بعض وزرع أسباب التخاصم بينهم.
-زكنبور: وهو صاحب الأسواق يعلم الناس أساليب الغش والزور وبخس الناس أشياءهم.
أما سيدهم فهو "قبقب" عليه اللعنة، يعشعشه إبليس اللعين مدة أربعين سنة، يعلمه أثناءها جميع فنون الفساد بأصولها وفروعها ثم يأمره بالهجوم على أهل التقوى والعلم من معشر الإنس. فلا ييأس من تحقيق مآربه إلا عندما تلتحق روح الإنسان العابد العالم الصالح بالرفيق الأعلى. لذلك يتعجب الملائكة عليهم السلام- عندما يعرج بروح المؤمن إلى السماء، بقولهم: " سبحان الله الذي نجى هذا العبد من الشيطان، يا ويحه كيف نجا؟ بعد هذا، أتساءل: من من شياطين الإنس استطاع أن يخلد اسمه في صفحات التاريخ الأسود، بوحشية وجبروت أكثر من كل الجبابرة الذين تعاقبوا على حكم المملكة الملعونة ؟
وإذا افترضنا –جدلا- تزامنهم على مسرح الحياة الدنيا، في أعنف وأفظع مظاهر بطشهم وتوحشهم، فمن منهم يستطيع الفتك بالجبابرة الآخرين، ومن منهم يغتصب عرش الجبروت والطغيان في مملكة الشياطين ؟
أما تنصيبه فسيتم بالاعتماد على ما دونه أموات البشرية وأحياؤها وإجراء انتخابات كونية خيالية على الطريقة الفرنسية، أستطلع فيها رأيهم في جميع زعماء البطش وجهابذة الظلم والفساد والتضليل من اللحظة التي قتل فيها "قابيل أخاه "هابيل" من أجل امرأة جميلة تخلقت في الجنة إلى اللحظة التي اشتعلت فيها نيران الكبرياء والحقد على المسلمين في شتى أنحاء كوكب الأرض في أواخر القرن العشرين من العهد المسيحي. وليكن في علم القارئ: أنه ليس باستطاعة أي شيطان من شياطين الإنس الترشح لهذا المنصب الفظيع المرعب ! إذ لا بد من توفر شروط الشيطنة الأساسية وأسباب العفرتة الجوهرية للصعود على ذلك العرش الملعون. ومن ضمن تلك الشروط أخص بالذكر: إتقان فنون الغدر والمكر والكيد والخبث والكذب والنفاق والتضليل والفساد والكفر والشرك والفسق واللذة والدعارة والسحر والاستغلال والنهب والاستبداد والتخريب والتوحش والتجويع والتشريد والإجرام والتقتيل والتعذيب والاستعباد والحسد والبغض والنقمة والقسوة وكل ما عساني قد غفلت عنه من الرذائل والجرائم والخبائث والقبائح والفواحش والكبائر والمظالم. كما أشترط فيه أن يكون طاغية زمانه بدون منازع ولا شريك وأنه سفك دماء الملايين ممن قدموا أرواحهم وأموالهم وأفكارهم فداء للحرية والحق والعدل والمساواة والشورى والجهاد في سبيل الله تعالى. فلما يستعرض كل مارد منهم سياسة بطشه يفرز الصراع في جولته الأولى الشياطين التسعة الآتي ذكرهم: فرعون من مصر، هرقل من الروم، كسرى من فارس، الحجاج من الشام، إيزبلا من إسبانيا، نابليون من فرنسا، ماركس من بريطانيا، هتلر من ألمانيا، وإبليس الإنس من أمريكا. فلما يتصارع هؤلاء التسعة المفسدون في الأرض يفتك فرعون وهتلر وإبليس الإنس ببقية عفاريت الإنس. عند ذلك يتقدم عفريت التهريج « CNN » وينظم مباراة شيطانية بين أعضاء المجلس الرئاسي الأعلى لشياطين الإنس، لإفراز "إمبراطور" المملكة الملعونة. وبعبقرية الأمريكان ودهائهم تبدأ الأقمار الصناعية المبثوثة فوق رؤوسنا في بث برامج فرعون، عفريت العصور الغابرة اعتمادا على ما أثبته التاريخ من أهواله وجبروته ومظالمه، وما قصه عنه القرآن العظيم من القصص المبين.

3 commentaires:

  1. Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.

    RépondreSupprimer
  2. ان جرثومة الحكم التي تدفع بالمسنين العرب الى محاولة البقاء في مراكز السلطة الى ارذل العمر قد ارهقتنا واتعبتنا وخربت البلاد واتعست العباد واغلقت ابواب الحياة امام ابنائنا وبناتنا وكان الاجدر بهم ان يتعضوا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي اختار الرفيق الاعلى عندما بلغ واحدا وستين سنة بالحسبان الشمسي وثلاثة وستين سنة بالحسبان القمري وعبد الله محمد عبد الهادي بن جمعه البربري اطالب الشباب بتحصين الثورة من داء الشيخوخة الذي يعرقل جميع ميادين الحياة وعزل كل من لم يعرف قدره من مراكز القرار فادارة شؤون العباد تتطلب القوة العقلية والقوة البدنية قال شمويل الى بني اسرائيل *ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا انى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم * فدل هذا القران على وجوب ان يكون الحاكم ذا علم وقوة في بدنه ونفسه حتى يستطيع سياسة ملكه في حالتي السلم والحرب وان لا يكون معتوها كالروسي يلسن او مشلولا كالامركي روزفلت او جاهلا احمقا كرؤساء وملوك وسلاطين الامة الاسلامية الذين عاثوا في الارض فسادا طولا وعرضا فالامة الاسلامية لن تنهض بمن اكل عليهم الدهر وشرب لا من اركان الاستبداد ولا من ضحاياه فاليهود عندما عبر بهم موسى من مصر الى فلسطين لم يدخل منهم احد بيت المقدس لانهم جبلوا على السمع والطاعة للفراعنة مدة تزيد عن 430 سنة اي من يوسف الى موسى عليهما السلام فتاهوا في سيناء حتى نشا جيل حر ليس له عقد نفسية تجاه العبودية الفرعونية وكذلك فان المسنين في بلاد العرب قد جبلوا على تقديس القوى الاستعمارية وتاليه الجبابرة والطواغيط الذين تسلطوا علينا منذ اكثر من100 سنة لذلك يجب تحصين الثورات من العاجزين عن الحكم ومن الذين بلغوا ارذل العمر والذين تقوست اجسامهم واني اطالب كذلك بعزل كل من لا يؤذي واجبه العسكري من الوظيفة العمومية فالذي خدم تونس اولى واجدر ممن يتهرب منها ويتظاهر كذبا ونفاقا بولائه للوطن والذي يخبئ نفسه عندما يجب التصدي للاعداء بجميع فصائلهم وسنطمئن على كرامتنا واعراضنا وبلادنا لو ترجع تونس قوة حربية قاهرة كما كانت في عهود حنبعل وطارق بن زياد والمعز بن باديس وجوهر الصقلي وابي زكريا الحفصي عندما كانت حدودنا تمتد من تلمسان الى الفاهرة فنسترجع ما الحقته فرنسا وايطاليا من اراضينا الى الجزائر وليبيا ومالي ظلما واستبدادا

    RépondreSupprimer
  3. شياطين التهريج يعدون على عجل طبخة رئيس الحكومة من الاطباق ذات المذاق الرديئ
    29 octobre 2013, 00:35

    بدا شياطين التهريج يتسابقون على ترشيح من سيضمن لهم مصالحهم والغريب في الامر ان جل الاسماء المقترحة هي من مخزون عهود الاستبداد في فترتيها الاستبدادية والوحشية فبعد 33 شهرا من الثورة بدا الحنين الى تعيين الوزير الاول الجديد ممن قدم كل ايات الولاء والطاعة للطاغيتين بورقيبة وابن علي واعني وزرائهما الذين نهبوا البلاد واذلوا العباد من سنة 1956 الى سنة 2011 ومازالوا يطمعون وبكل شراسة قي سياسة تونس وكانهم تحولوا بعد الثورة الى ملائكة يريدون للتونسيين كل خير وكان شريط فسادهم ونهبهم وخيانتهم قد زال من الذاكرة الوطنية لاحرار تونس.الويل والنحس والتعاسة لكل من يطمع في الانقلاب على الثورة التونسية والمجد والخلود لشهداء الحرية وعظمائها في كل زمان وبكل مكان.

    RépondreSupprimer