ابليس الانس
هو أدهى وأخبث وأمكر من
إبليس الجن، عليهما لعنة الله الدائمة.
"إنما يدعو حزبه ليكونوا
من أصحاب السعير". ولقد صدق العالم الجليل ابن خلدون في قوله: " إذا
كانت الأمة وحشية كان ملكها أوسع وذلك لأنهم أقدر على التغلب والاستبداد واستعباد
الطوائف لقدرتهم على محاربة الأمم سواهم، ولأنهم يتنزلون من الأهليين منزلة
المفترس من الحيوانات العجم". "من الفصل الحادي والعشرين من كتاب
المقدمة". واعتبر أيها القارئ بما ارتكبه وحوش أمريكا في شعوب اليابان
والهنود الحمر وكوريا وفيتنام والعراق وفلسطين من جرائم فظيعة وحروب مدمرة ساهمت
إلى حد كبير في خراب العالم الحديث وتحطيم أخلاق البشر جميعا.
اللهم يا قاصم ظهور
الجبابرة أقصم جبابرة هذا العصر، فقد أفسدوا علينا الدنيا والآخرة. إن من أتعس
أيام الزمان البشري هي بالتأكيد
1) لما أغوى
إبليس الجن آدم وغرر به، فطردهما الله جل جلاله من فردوس النعيم الخالد، وأهبطهما
ومن معهما من الإنس والجن إلى المجرة الشمسية التي نسكن أرضها.
2) عندما
ترك الأندلسيون خرائط جغرافية دقيقة، استطاع بفضلها "كريستوف كولومبوس"
اكتشاف موطن شياطين الإنس، و"هنري البحار " البرتغالي الوصول إلى أدغال إفريقيا
واستعباد زنوجها، فكان الحدثان منبعا لكل البلاء والرعب والوحشية الذين أصابوا
كوكب الأرض منذ خمسة قرون كاملة وبدون استراحة.
فقبل سقوط الأندلس في مخالب الصليبيين
كان الأعاجم يعتقدون أن بحر الظلمات (المحيط الأطلسي) هو آخر الدنيا وكانوا
يتوهمون أن كل من يتجرأ على التوغل في أعماق السواحل الإفريقية الأطلسية يتحول إلى
زنجي، ينصح علماؤهم جميع البحارة بعدم الاقتراب منها. بينما كانت بيوت الحكمة في
القيروان وقرطبة وغرناطة وبغداد تضيء الكون بعلوم المسلمين. فاكتشاف أمريكا كما هو معلوم وقع سنة 1492م، مباشرة بعد سقوط غرناطة،
آخر معاقل الوجود الإسلامي في الأندلس الشهيدة، وإني كما سبق أن أكدت في كنف هذا
الكتاب: لست من الذين يؤمنون بقوانين الصدفة والاتفاق، بل كل شيء له أسباب وجوده
وله مسببات فنائه. وعندما نسأل التاريخ ونستنطق أحداثه السرية، تبرز لنا حقيقة
ساطعة لا لبس فيها ولا غبار عليها- رغم ما بذله الأعاجم من جهود مكثفة لدفن هذه
الحقيقة – وهي أن السفينة الإسبانية التي اكتشفت أمريكا اعتمدت في رحلتها البحرية
على خرائط جغرافية عربية، أمدها بها ملك إسبانيا، الذي استولى على خزائن العلوم
الإسلامية عقب استرداده قرطبة وغرناطة. ونلاحظ أيضا وبكل أسى أن
"بريطانيا" هاجمت في نفس تلك الحقبة الزمنية البغيضة بلاد الإسلام
المطلة على المحيط الهندي
« L’océan Indien » ومن المسلم به اليوم في
الأوساط العلمية: أن علماء الجغرافيا الأندلسيين، كانوا على علم بوجود جزر كبيرة
وأراض شاسعة وراء المحيط الأطلسي، رسموا لها حتى الخرائط البيانية الدقيقة، تمكن
بفضلها "كولومبوس" من الإبحار في اتجاه القارة الجديدة أمريكا والمرور بسلام من
هاوية "باطلموس" السحيقة الوهمية. بيد أن الحقد الشديد والتعصب العنيف
المتأججين في نفوس وقود الجحيم هما اللذان طمسا حقائق التاريخ الحق التي
أثبتتها كل الأبحاث التاريخية النزيهة والأمريكان هم كما قال عنهم الأديب العربي "توفيق
الحكيم": " … قوم خلقوا من الإسمنت المسلح، لا روح فيهم، ولا ذوق،
ولا ماض، إذا فتحت صدر الواحد منهم، وجدت في موضع القلب دولارا".
كلمات من كتاب: عصفور من الشرق".
و منذ البداية نتج عن اكتشاف
"أمريكا" رعب فظيع ووحشية رهيبة، تهافت الأعاجم على الهجرة إلى أمريكا
وتقاتلوا من أجل السيطرة على مناجم الذهب، فأفنوا الهنود الحمر وسفكوا دماء
الملايين منهم لنهب أراضيهم وأبقارهم، وبعد ذلك لاستخراج المعادن الأخرى وخاصة
منها البترول. واستكمالا لصفات التوحش والجبروت والتسلط اختطفوا من إفريقيا أكثر
من ستين مليون نسمة، استخدموهم غصبا في أشقى الأشغال وأخطرها وأضرها على البشر.
لنقرأ معا ما دونه أحد مختطفي الزنوج من إفريقيا عن اقتناص الأفارقة: "
… كان رجالنا يقتلون أو يخطفون كل من تقع عليه أيديهم، وقد تشاهد هناك أمهات يهربن
بأطفالهن، وأزواجا يفرون بزوجاتهن وكل منهم يبذل قصاراه للنجاة، فيقفز بعضهم في
البحر، ويرى بعضهم أن يختبئ في أركان أخصاصهم، وخبأ البعض أطفالهم تحت الشجيرات
حيث كان رجالنا يعثرون عليهم …" ولو قدر لشباب إفريقيا البقاء في أوطانهم لما
غرقت القارة السمراء في ظلمات الجهل والتخلف ولما بقيت مذعورة إلى يومنا هذا من
شياطين أوروبا. وإذا أضفنا إلى ذلك ما نهبه المستعمرون الأعاجم من الخيرات الفلاحية
والحيوانية والخامات الأرضية نستطيع تفسير سبات إفريقيا ونومها العميق المفزع.
اعتاد إبليس الإنس العيش مع الأبقار والبهائم، يتصارع ويقتل كل من يعترض على الكلإ
وعلى خزائن الأرض وعلى خزائن وأرزاق الشعوب. حصة البث المباشر من أبواق وأقمار
شيطان التهريج الضخم: « C.N.N » هي الآن في خدمة المترشح الثالث لكرسي البطش والتوحش: سلطان
البيت الأسود، إبليس الإنس. فتتحول أنظار الناخبين وأسماعهم من عاصمة "الرايش"،"برلين"
إلى عاصمة إمبراطورية الرعب "واشنطن". يبدأ مشروع النظام العالمي (في
ثوبه القديم) بمشروع "مارشال" الذي يقسم كوكب الأرض إلى مناطق نفوذ
فرنسية وإنقليزية وصهيونية وإمبريالية وشيوعية ورجعية وتقدمية مضطربة ومتفجرة و
متأرجحة ومبهذلة ومستعبدة ومقهورة على أمرها وشبه ميتة ملتحفة بسبات أهل الكهف. ثم
يقدم أعوان "إبليس الإنس" وأذنابه وعبيده آيات الولاء والخضوع والطاعة
والتقديس لأصنام القرن العشرين:
الإمبريالية، والعنصرية، والصهيونية،
والمادة، والرذيلة، والضلال البعيد، ومنذ البداية سيطر كما أشرت سابقا – على
شياطين أمريكا حب المادة وتقديس العنف فأبادوا شعوب الهنود الحمر بضراوة فظيعة
ووحشية مرعبة، وما أفلام "هوليود" إلا صورة مصغرة ومهذبة من الأحداث
الأليمة الدامية التي أفنت الملايين من أحفاد آدم بأمريكا، وحشدوا ما تبقى من
الهنود الحمر بمنطقة قاحلة مملوءة بالأشعة العنيفة التي أفرزتها أعنف التجارب
النووية الأمريكية المتواصلة طيلة نصف قرن من الزمن، أعني صحراء "النيفدا".
والحقيقة المرة التي لا مناص من التأكيد عليها هي أن "الأنقليز"
والإفرنج" أينما ذهبوا- تركوا وراءهم شياطين مثلهم أو أدهى وأعنف منهم بأحياز
بعيدة. نحن الآن في الألف التاسعة من الوجود البشري اعتمادا على حسبان عبد الله
محمد عبد الهادي، أو في أواخر القرن العشرين حسب التقويم الأعجمي. في يوم 24 جانفي
1990م وقف "إبليس الإنس" على منصة "الكونقرس" –وهو ناد كبير
يتكون من كبار عفاريت البشر- يلقي
الخطاب التقليدي السنوي الذي يقدمه كل رئيس أمريكي في بداية كل سنة إلى أمة
الشياطين، وهو الخطاب المعروف باسم:"حالة الاتحاد" ومن أهم ما جاء فيه:
" …إن الولايات المتحدة الأمريكية تقف على أبواب القرن الواحد والعشرين، و لا
بد أن يكون هذا القرن الجديد أمريكيا بقدر ما كان القرن الذي سبقه قرنا أمريكيا …
وعلق المفكر الصحفي الشهير محمد حسنين هيكل على هذا الكلام بقوله: " … لم يكن
هناك مجال للشك لدى كل من سمع العبارات على لسان "جورج بوش" في حقيقة ما
يعنيه بالنسبة لأوضاع القوة في العالم …، لقد كان القرن العشرين أمريكيا نتيجة
لعصر البترول. فإذا كان مطلوبا أن يكون القرن الواحد والعشرين أمريكيا، فمعنى هذا
–بدون لبس- أن القرن الواحد والعشرين يستحيل أن يكون قرنا أمريكيا إلا إذا تحققت
للولايات المتحدة الأمريكية سيطرة كاملة على البترول…، فقد كان البترول هو المحرك
الجبار للقوة الأمريكية التي برزت في نهاية القرن التاسع عشر، وتقدمت إلى قيادة
العالم حتى بلغت أوج صعودها عند منتصف القرن العشرين …، ولقد تحققت للولايات المتحدة
موارد بترولية كفتها وزيادة حتى الحرب العالمية الثانية. وفي هذه الحرب فإن البترول الأمريكي هو
الذي قدم لمسرح العمليات في "أوروبا" أكثر من 80% من الطاقة اللازمة لانتصار جيوش
"الحلفاء" على قوة "المحور". وبعد هذه الحرب فإن الولايات المتحدة التي راح
يقلقها الخوف على مواردها، استطاعت أن تزيح الإمبراطورية البريطانية عن امتيازاتها
البترولية في الشرق الأوسط لتحتل هي مكانها …، ووصلت الولايات المتحدة إلى ذروة
القوة في العالم وبذلك تحققت مقولة: إن القرن العشرين "كان قرنا أمريكيا"، وكان البترول هو صاحب الفضل، وكان
البترول العربي هو صاحب الإسهام الأكبر في إسداء هذا الفضل. وتكفلت حرب البترول
الأولى سنة 1973 بإظهار الحقيقة في دور البترول العربي على نحو خطير ومخيف..".
"من كتاب: حرب
الخليج، للصحفي المصري الشهير: محمد حسنين هيكل ".
هناك في "واشنطن" يقرر
"البيت الأسود" عزل من يشاء من شياطين الحكم وتنصيب من يشاء. هناك في
"واشنطن" يضغط "دب الصحراء" على أزرار صواريخ
"التوماهاوك" وصوريخ
"الباطريوت" فتدمر عاصمة هارون الرشيد، أعظم ملوك الأرض. لكن بغدادنا
العريقة في المجد والحضارة –حتى ولو هدمت كلها، هي مستوطنة منذ فجر التاريخ، منذ
مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شبث بن آدم أي منذ الجيل الرابع بعد خلق آدم –في
الوجدان البشري-. فالحضارة البابلية هي من أقدم الحضارات البشرية، وبغدادنا خالدة
في أعماقنا بعلومها وآدابها وعظمتها، وهي في ذاكرة التاريخ شامخة بحضارتها
الإسلامية، وهي ليست كأمريكا مبتورة التاريخ والحضارة وموطن للوحوش البشرية
والقراصنة و المجرمين الأوروبيين والصعاليك الذين تهافتوا على القارة الجديدة من
كل حدب وصوب لبيع الزنوج وإفناء الهنود الحمر ونهب الذهب. وبغدادنا هي مقياس
العظمة لكل عمالقة العالم:
النمرود، والإسكندر، وبختنصر، وكسرى،
والصديق، والرشيد، وعبد الحميد والعراق هو ميدان الصراع العنيف بين إمبراطوريات
العالم القديم:
الفرعونية، والفارسية، و اليونانية،
والرومانية. والعراق هو المهد والمعبر من المشارق إلى المغارب، ومن المغارب إلى
المشارق. ويكفي العراق فخرا أن تكون نشأة خليل الله إبراهيم، أبي الأنبياء عليهم
الصلاة و السلام فوق أرض الكلدانيين، ويكفيه مجدا احتضانه لأقدس وأخطر المعارك
الإسلامية التي بفضلها تغير وجه التاريخ تحت قيادة سيف الله المسلول: أبو سليمان
خالد بن الوليد، رضي الله عنه. هناك في "واشنطن" قرّر عفاريت البطش والهمجية
تجميع أعنف قوة ضد الإرادة العربية ومن أجل السيطرة المطلقة على منابع النفط،
جمعوا فيها:
*أسطولا بحريا من 6 حاملات
للطائرات، كل حاملة تقود 9 بوارج حربية، كل بارجة لها قدرة تدمير رهيبة، مجهزة
كلها بالأسلحة الكيمائية والصواريخ النووية.
*أسطولا جويا تكون من ثلاثة
آلاف طائرة هجومية واعتراضية وتجسسية، تطير بالليل والنهار، و تستطيع التزود
بالوقود في الجو، وتحلق حسب "إستراتيجية" مبرمجة مسبقا في أدمغة الأقمار
الصناعية والمركبات الفضائية والحواسيب الأرضية وجبابرة "البانتاقون".
*جيشا بريا زاد عدده على نصف
مليون من المرتزقة والصعاليك والقراصنة والشاذين جنسيا.
*طائرات القصف الرهيب « B.52 » المحملة بالقنابل النووية المفنية الفتاكة الجاهزة لتدمير كل الشعوب
الإسلامية تدميرا شاملا عدة مرات متتالية. فبلغت بذلك ضخامة الحشود والمعدات
العسكرية الأمريكية أحجاما خرافية جعلت رئيس أركان حرب الطيران " الجنرال
ميرل ماك بيك" يتساءل:" … إنني في دهشة: فنحن مقبلون على حرب مع بلد من
العالم الثالث، ومع ذلك فنحن نخطط لها كما لو أنها الحرب العالمية الثالثة ".
وخير تفسير لهذا السلوك الوحشي من طرف أمة الشياطين هو قول محمد حسنين هيكل الآتي:"
…إن الولايات المتحدة الأمريكية شأنها شأن إمبراطوريات أخرى غلبت في التاريخ،
يعتريها غرور القوة خصوصا في مظهرها العسكري، بينما التحديات الكبرى في العصر لا
تحلها القوة العسكرية. و الذي يحدث في العادة عندما تبدأ الإمبراطوريات في التراجع
أنها تبحث لنفسها عن انتصارات سهلة، تردع بها الآخرين، وتقنع بها نفسها أنها
مازالت الأقوى …"
-هناك في واشنطن يتقرر تمزيق
وتشتيت وإهانة من تبقى من المسلمين في شتى أنحاء العالم، للقضاء على الإمبراطورية
الخضراء.
-هناك في واشنطن يتقرر تفكيك
وتمزيق الإمبراطورية الحمراء، فتتمزق إمبراطورية "لينين" بعد 70 سنة من
الفساد والكفر والتضليل.
-هناك في واشنطن يتقرر التخلص
من يهود العالم بتهجيرهم إلى أرض الكنعانيين، ويقع ذلك التهجير تحت غطاء "شعب
بلا أرض لأرض بلا شعب" وقد بينت في فقرة المفسدين في الأرض، أن اليهود قد
لعنوا على لسان داود وعيسى، فزالت بذلك صفة الامتياز والاختيار عن بقية شعوب
الأرض، وحل محلهم في هذا التكريم المسلمون.
-هناك في واشنطن يتقرر ترويض
الإمبراطورية الصفراء، فتتخلى الصين الشيوعية عن جميع ثوراتها الثقافية و
الاجتماعية والسياسية.
-هناك في واشنطن يتقرر الضغط
الدائم على إمبراطورية مطلع الشمس، فتلجأ اليابان إلى الركوع والخضوع أمام أوامر
الولايات المتحدة الأمريكية.
-هناك في واشنطن تصدر منظمة
الشياطين –الأمم المتحدة- أوامر وقرارات محاصرة الشعوب الثائرة وتجويع الأمم
المناضلة من أجل الحرية والكرامة و العزة فتحاصر الجماهيرية العربية الليبية وكوبا
وكوريا الشمالية والعراق وإيران والبوصنة و الشاشان و أفغانستان. ومهما وصفت من قبح أمة الشياطين وجبروت
إبليس الإنس فإن واقع عفاريت أمريكا أعنف بكثير مما كشفت عنه وأعترف مسبقا أني لم
أتمم الكلام عن أساليبهم الجهنمية للهيمنة على كوكب الأرض ووصف المعاناة
الأليمة التي فرضوها على البشر جميعا. والأمل الوحيد في تحطيم القوة الأمريكية
يكمن في ثأر ألمانيا واليابان في حرب عالمية ثالثة ستكون بإذن الله تعالى من أفظع
وأعنف وأبشع ما وقع من الحروب المدمرة الرهيبة، تستعمل فيها وسائل الدمار الشامل
بأحجام خرافية ومقادير فظيعة مهولة وأنصح في هذا المقام أن لا يغتر معشر الإنس بما
يروجه شياطين الحكم من التعايش السلمي الكاذب والتعاون العالمي المزيف. وإن
غدا لناظره لقريب. ولقد شد الاتحاد السوفياتي سابقا إلى سباق التسلح، فقطعت
أنفاسه وزهقت موارده فترك في النهاية ترسانة عسكرية بدون رغيف خبز أو قطعة لحم.
ونفذ بكل حماقة وغباوة شياطين الشيوعية أوامر شياطين الهمجية والتوحش من حيث لا
يشعرون. و انهارت الإمبراطورية الحمراء دون أن تستعمل صاروخا نوويا واحدا ضد
الرجعية والإمبريالية والرأسمالية والعنصرية، رغم تملكها لثلاثين ألف رأس نووي
تستطيع تدمير العالم بأكمله ست مرات حسب مزاعم خبراء الرعب. وأصاب الشعوب
السوفياتية الوهن والفقر والجوع تماما كما خطط لذلك وزير الدفاع الأمريكي الأسبق
"ماك نمرا" الذي قاد الترسانة العسكرية في عهد "كيندي" منذ ما
يزيد عن ثلاثين عام. فبعد أن أنفق الاتحاد السوفياتي (السابق) مبالغ خيالية على
غزو الفضاء واستعماله كقواعد هجومية في حالة نشوب حرب مع الغرب وثروات طائلة في
تكوين آلاف العلماء في علوم الفضاء، نجدهم الآن في سنة 1997 يؤجرون محطة
"مير" (السلام) إلى أمريكا وأوروبا بأبخس الأثمان ويبيعون علماءهم إلى
أوروبا وإسرائيل بدراهم معدودات بعد أن تكبدت شعوب الاتحاد السوفياتي مشقة الإنفاق
مدة خمسين سنة على تعليمهم وتكوينهم وتوفير كل ما يلزمهم من المخابر والكليات
والمصانع مقابل حرمان الشعوب من حقوقها الأساسية في الحياة الكريمة. يقول الدكتور
محمد عرجون في كتابه :" الفضاء الخارجي واستخداماته السلمية" لا شك في
أنه رغم كل الانبهار الذي يحيط بكل نبإ تحمله وكالات الأنباء عن نشاطها في الفضاء،
فإن السؤال يظل يتردد خافتا في الذهن: هل تبرر إنجازات الفضاء الإنفاق الهائل الذي
أنفق عليها ؟ وماذا حققت للجنس البشري ؟ أم أن الأمر كله كان استعراضا للقوة
التقنية والعسكرية متخفية في زي أهداف نبيلة وإنجازات حضارية تنعم بها البشرية
كلها ؟ لا شك في أن الإجابة الوافية عن هذا السؤال لا يتوقع أن تكون سهلة ولا
بسيطة، فإن ارتباط صناعة الفضاء بالمؤسسات العسكرية في كل من الدولتين اللتين نشأت
عندهما هذه الصناعة وتشكلت ملامحها الأولى أمر لا يمكن إنكاره وإن كان هذا
الارتباط قد خفت شدته في السنوات الأخيرة وظهرت إلى الوجود أنشطة فضائية
مستقلة تماما عن المؤسسات العسكرية وبأهداف تجارية بحتة ". مما سمح لأحد أثرياء أمريكا
باستئجار مركبة روسية والقيام برحلة فضائية مقابل مبلغ مالي ضخم، بينما نجد ملايين
البشر في أمريكا نفسها يعيشون في البؤس والفقر والتعاسة. غير أن تكاليف هذه
الانتصارات بالنسبة للإمبراطورية الأمريكية كانت بدورها باهضة أرهقت أمة الشياطين
بما كابدت من تبعات التسلح الجنوني وإهدار لطاقات بشرية ومادية خرافية استنزفت
خزائن أمريكا وأوروبا وإفريقيا و آسيا.فأفاقت البشرية من حلم مزعج لتجد واقعا
فظيعا انفرد فيه "إبليس الإنس" بالهيمنة المطلقة على كوكب الأرض، وهو
يحاول الآن وبكل الوسائل أن يثبت لنفسه ولغيره أن السيادة الأمريكية على الدنيا هي
مقادير يصعب دفعها. فهيمن بكل توحش وجبروت سلطان الدولار وبرميل النفط وقيود
البنوك العالمية وداء فقدان المناعة والإشعاعات العنيفة والأوبئة الخطيرة وتلوث
البيئة وجنون البقر على حياة البشر في قرن التوحش .
"كذبت قبلهم قوم نوح
وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط وأصحاب الأيكة وقوم تبع. كل كذب الرسل
فحق وعيد"
ق 12-14
إن أكثر الذين يتحكمون في رقاب البشر
هم من طراز "أشعب" ذلك الأعرابي الأحمق الطماع الذي يتخيل الأوهام حقيقة
من شدة حمقه وغبائه. وجبابرة
الأرض لما تخر لهم رؤوس الجبناء الصعاليك اتقاء لبطشهم وخوفا من وحشيتهم. وطمعا في
عطاياهم ومناصبهم ونفاقا من أجل قضاء مآربهم، يترعرع عندهم شعور الكبرياء والغرور
والعظمة، فيدعون الربوبية ويجبرون الناس على إقامة التماثيل لهم وتعليق صورهم
وتقديسهم. وهم في حقيقة الأمر أحقر من البعوض لا يقدرون مع الله تبارك وتعالى على
شيء، فقد صح عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قوله لـ: عبد الله بن عباس
رضي الله عنهما: " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا
بشيء قد كتبه الله عليك. ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله
عليك. رفعت الأقلام، جفت الصحف
".
"رواه الترمذي رحمه الله تعالى".
و اعتمادا على قول الله عز وجل من
سورة غافر: " وحاق بآل فرعون سوء العذاب: النار يعرضون عليها غدوا وعشيا،
ويوم تقوم السـاعة: أدخلوا
آل فرعون أشد العذاب"
"غافر:
46".
أستأذن أموات البشرية وأحياءها وأنصب
"فرعون" إمبراطورا على مملكة الشياطين الجاثمة على أرض المجرة الشمسية
من أولى سماوات الحياة الدنيا. و هتلر وزير حروبه و إبليس الإنس وزيره
للنهب و التوحش. "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، ولا يزالون
مختلفين، إلا من رحم ربك، ولذلك خلقهم، وتمت كلمة ربك: لأملأن جهنم من الجنة والناس
أجمعين". "هود عليه السلام: 116-119". "ولولا دفع الله
الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض، ولكن الله ذو فضل على
العالمين".
"البقرة " . "والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا
يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور، وهم يصطرخون فيها، ربنا أخرجنا نعمل صالحا
غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير، فذوقوا: فما
للظالمين من نصير" "فاطر: 36-37". ورغم كل شيء وفوق كل شيء فإن باب الرحمة مفتوح لمن يتوب إلى
الله تعالى ويكف عن التوحش والإجرام والكبرياء والفساد. "قل يا عبادي
الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه
هو الغفور الرحيم. وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا
تنصرون. واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم
لا تشعرون. أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين،
أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين، أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرّة
فأكون من المحسنين".
"الزمر: 53-58".
وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي
صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء
النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل".
"عن كتاب: مختصر ابن كثير".
"وسارعوا إلى مغفرة من
ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض، أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء
والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين، والذين إذا فعلوا فاحشة
أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم. و من يغفر الذنوب إلا الله، ولم
يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون.أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها
الأنهار، خالدين فيها ونعم أجر العاملين"
"آل عمران: 133-136"
"إن الذين آمنوا،
والذين هادوا، و الصابئين والنصارى، والمجوس، والذين أشركوا، إن الله يفصل بينهم
يوم القيامة، إن الله على كل شيء شهيد"
"الحج:17".
وفي نهاية البداية أتلو قول الله
تبارك وتعالى من سورة "المؤمنين":"الحمد لله الذي نجانا من القوم
الظالمين، وقل ربي أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين".
أتممت بعون الله تعالى مراجعة المقصد
الأول من البداية والنهاية بالصحراء الكبرى في الربيع الأنور من سنة 1422هـ وفي
ماي من سنة 2001 م.
المــراجــــع
الكتب
المؤلفون
القرآن الكريم 1
معجم ألفاظ القرآن الكريم
مجمع اللغة العربية
مختصر التفسير
الشيخ ابن كثير
في ظلال القرآن
الشيخ سيد قطب
لسان العرب
الإمام ابن منظور
صحيح البخاري
الإمام البخاري
صحيح مسلم
الإمام مسلم
قصص الأنبياء
الشيخ ابن كثير
قصص الأنبياء
الأستاذ النجار
المقدمة
الشيخ ابن خلدون
الكامل في التاريخ
الشيخ ابن الأثير
قصة الحضارة
الأستاذ ولديورانت ترجمة الدكتور
بدران
الإسلام في اسبانيا
الأستاذ لانبول
خلاصة تاريخ الأندلس
الأمير شكيب أرسلان
إغاثة اللهفان
الشيخ ابن القيم
الذات الإلهية
الدكتور التريكي
الإسلام يتحدى
الدكتور وحيد الدين خان
الله أو الدمار
الوزير سعد جمعه
المنقذ من الضلال
الفيلسوف الغزالي
فصل المقال
الفيلسوف ابن رشد
الجراحات و المدارات
الفيلسوف دولة
البيان و التبيين
الجاحظ
عقيدة المؤمن
الإمام جابر الجزائري
الروح
الشيخ ابن القيم
أدب العلماء
الدكتور السويسي
الطب محراب الإيمان
الدكتور حلبي
الثبات عند الممات
الشيخ ابن الجوزي
نهج البلاغة
الإمام محمد عبده
الفرق بين الفرق
الشيخ عبد القادر البغدادي
الإسلام بين جهل أبنائه و عجز علمائه
الشيخ عودة
إرادة الحياة
الشاعر الشابي
رثاء الأندلس
الشاعر أبو البقاء الرندي
درة الناصحين
الشيخ الخوبري
بذل المجهود في افحام اليهود
الشيخ السموأل
محاكم التفتيش في الأندلس
الدكتور حمادي
الإسلام و المسيحية
الأستاذ جورافسكي
علي بن أبي طالب
الأستاذ الخطيب
الكتاب و القرآن
المهندس شحرور
المعذبون في الأأرض
الدكتور طه حسين
كيف بفهم الإسلام
الشيخ الشعراوي
عصفور من الشرق
الأديب توفيق الحكيم
حرب الخليج
الأستاذ هيكل
الفضاء الخارجي
الدكتور عرجون
La Bilbe
Traduction Française
L’Evangile
Traduction Française
La Bible, le coran et la science
Docteur Maurice Bucaille
Science et vie
Revue Parisienne : Plusieurs numéroS
Petit Larousse
Dictionnaire Français
The Big Bang never happened
Eric Lerner
The developing human
clinically oriented embryology with Islamic addition
Dr Keith Moore
Des juifs à vendre
Dr Yahouda power
Le racisme d'Israel
Dr Chahek
Les mythes d'Israel
Professeur Garaudy
Prophetie et scionisme
Le grand Rabin Almert Berguer
La guerre contre les juifs
Dr Daowvich
56
Les juifs à travers l'histoire
Dr Alfred Rosenberg
57
Islam- Occident
Dr Kedidi
و نلتقي إن شاء الله في المقصد الثاني
الذي يتناول بالبحث: عالَمَ الغيب و يحتوي على:
البحث الأول: أبرار السماء وأخيار
الأرض:
الباب الأول:
ملائكة الرحمان, عليهم السلام,
الباب
الثاني: ثلة من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام,
الباب
الثالث: المؤمنون من الإنس.
الباب
الرابع: الفريضة الغائبة.
البحث الثاني: النهاية
الباب الأول:
بداية النهاية.
الباب
الثاني: جهنم وبئس المصير.
الباب
الثالث: فردوس النعيم
الباب
الرابع:نهاية النهاية.
"لا يكلف الله نفسا إلا
وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت. ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربّنا
و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا. ربنا و لا تحمّلنا ما لا طاقة
لنا به. و أعف عنّا و اغفر لنا و ارحمنا. أنت مولانا، فانصرنا على القوم الكافرين."
"سبحان ربّك رب العزة عما
يصفون، و سلام على المرسلين، و الحمد لله ربّ العالمين"