المسيح عيسى ابن مريم: الجزء 3
و اختم هذا الملخص من كتاب تحفة
الاريب في الرد على اهل الصليب بسرد عقيدة النصارى التي الفها لهم شمعون من قدامى
روما و نصها مملوء كالعادة بالكفريات و الضلالات:
... نؤمن بالله الواحد الاب
مالك كل شيء، صانع ما يرى و ما لا يرى، و نؤمن بالرب المسيح ابن الله الواحد، بكر
الخلائق كلها، ولد من ابيه قبل العوالم كلها ليس بمخلوق. اله حق من جوهر ابيه الذي
بيده اتقنت العوالم كلها، و هو خالق كل شيء من اجلنا معشر الناس، و من اجل خلاصنا
نزل من السماء و تجسد من الروح القدس فصار انسانا، و حملت به مريم وولد منها،
فاولم و صلب في ايام بيلاطوس الملك، و دفن و قام في اليوم الثالث من بين الموتى،
ثم صعد الى السماء و جلس على يمين ابيه، و سيجيء مرة اخرى للقضاء بين الاموات و
الاحياء، و التغطيس هو غفران الذنوب، و نؤمن بقيام ابداننا و بالحياة
السرمدية ....
"عبد
الله بن عبد الله الاسباني"
و لا يخلصنا من هذا الكفر و الضلال و
البهتان و الإشراك إلا ان نتلو سورة الإخلاص: " قل هو الله احد الله الصمد لم
يلد ولم يولد و لم يكن له كفؤا احد" فهي تشطب و تفند و تفتك بعقيدة النصارى و
بكل ما اسست عليه من الكفريات و الضلالات
و
الشناعات و التحريفات و المفتريات، و الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم، و لا حول
و لا قوة الا بالله العلي العظيم.
بعد هذه الإطلالة على العقيدة
المسيحية التي أوضحها لنا الشيخ القسيس عبد الله بن عبد الله الاسباني، نرجع الى
سرد الأحداث المسيحية كما رواها لنا علماء الدين فقد قيل ان اليهود بعد ان صلبوا
شبه عيسى، تسلطوا على الحواريين بالضرب و الحبس و
القتل فبلغ امرهم ذلك الى ملك الروم بدمشق فسألهم عن امر المسيح فاخبروه عنه،
فبايعهم في دينهم و انتقم لهم من اليهود. و اخذوا الجذع الذي صلب عليه
شبه عيسى إلى ملك الروم فعظمه، و عظمت النصارى الصليب، و انتقل دين النصرانية من
اليهود الى الروم و لمزيد التعمق في معرفة الديانة المسيحية على حقائقها الفظيعة و
الشنيعة نضع بين يدي القارىء ما تفضل به الشيخان الجليلان: ابن تيمية و ابن القيم
عن امة الضلال و التضليل:
... بعث الله سبحانه و تعالى
عبده و رسوله و كلمته: المسيح عيسى ابن مريم، و اقام له انصارا دعوا الى دينه و
شريعته، و دخل فيه الملوك، و انتشرت دعوته و استقام الأمر
بعده نحو ثلاثمائة سنة. ثم اخذ دين المسيح في التبديل و التغيير حتى لم يبق بايدي
النصارى منه شىء، بل ركبوا دينا بين دين المسيح و دين الفلاسفة عباد الأصنام، و
نقلوا الأمم الضالة من عبادة الاصنام المجسدة الى عبادة الصور، و نقلوهم من السجود
للشمس الى السجود الى جهة المشرق، و نقلوهم من مذهب الفلاسفة الاغريق الذي يقول
باتحاد العاقل و المعقول و العقل الى القول باتحاد الأب و الابن و روح القدس و
احتفظوا ببقايا من دين المسيح كالختان و الاغتسال من الجنابة، و تعظيم السبت و
تحريم الخنزير و تحريم ما حرمته التوراة. ثم تناسخت شريعة النصارى الى ان استحلوا
الخنزير، و احلوا السبت، و عوضوه بيوم الاحد، و تركوا الختان و الاغتسال من
الجنابة، و كان المسيح يصلي الى بيت المقدس، فصلوا هم الى المشرق في اتجاه الشمس.
و لم يعظم المسيح صليبا قط. فعظمت الملكة "هيلانة" ام الملك "قسطنتين"
الصليب، ثم عبدوه.
و لم يكن صوم عيسى عليه السلام كصوم
النصارى الذي وضعوه لأنفسهم و نقلوه إلى زمن الربيع، فجعلوا ما زادوا فيه من العدد
عوضا عن نقله من الشهور الهلالية الى الشهور الشمسية، و تعبدوا بالنجاسات، و كان
المسيح عليه السلام في غاية الطهارة و الطيب و النظافة و ابعد الخلق عن النجاسة. و
لما اخذ دين المسيح عليه السلام في التغيير و الفساد اجتمعت النصارى عدة مجامع
تزيد حتى عهد الشيخ ابن القيم في القرن الثامن هجري على ثمانين مجمعا، ثم يفترقون
على الاختلاف و التلاعن: يلعن بعضهم بعضا، حتى جمع
"قسطنتين" من سائر الافاق كل "بترك"
"Patriarche" و اسقف "Archevêque" و عالم، فكانوا ثلاثمائة و ثمانية عشر، فقال لهم:
انتم اليوم علماء النصرانية و اكابر
النصارى، فاتفقوا على امر تجتمع عليه كلمة النصرانية، و من خالفها لعنتموه، و
حرمتموه، فقاموا و قعدوا و فكروا و قدروا و اتفقوا على وضع الامانة، كان ذلك
بمدينة "نيقية" سنة خمس عشرة من ملك "قسطنطين"
و كان رئيس المجمع و المقدم فيه الباتريارك "الكصندروس"( Alexandros ) بطرك الاسكندرية،
ثم دفعوا اليه "الامانة" التي اتفقوا على وضعها. فلا يكون عندهم نصراني
من لم يقر بها، و لا يتم لهم قربان الا بها، و هذا نصها كما نقلها الشيخ ابن القيم
عن حجة الاسلام ابن تيمية من كتابه: "الجواب الصحيح" عن كتاب سعيد بن
بترك الاسكندرية "نظم الجوهر" و فيه تاريخ النصرانية. و نلاحظ مسبقا ان
النص يتضمن كعادة نصوص الكتب النصرانية كثيرا من عبارات الشرك و الافك و الكفر و
الظلال و التضليل، فليحذر القارىء ذلك:
يقول القيمون على دين النصارى:
.... نؤمن بالله الواحد الاب،
مالك كل شيء، صانع ما يرى و ما لا يرى، و بالرب الواحد يسوع المسيح ابن الله
الواحد ( اذن عندهم معنى الله يختلف عن معنى الرب ) بكر الخلائق كلها، الذي ولد من
ابيه قبل العوالم كلها، و ليس بمصنوع. اله حق من اله حق من جوهر ابيه الذي بيده
اتقنت العوالم و خلق كل شيء، الذي من اجلنا معشر الناس و من اجل خلاصنا نزل من
السماء، و تجسد من روح القدس، و صار انسانا، و حمل به ثم ولد من مريم البتول و او
لم و شج و قتل و صلب و دفن و قام في اليوم الثالث و صعد الى السماء و جلس عن يمين
ابيه، و هو مستعد للمجيء تارة اخرى، للقضاء بين الاموات و الاحياء. و
نؤمن بروح القدس الواحد، روح الحق الذي يخرج من ابيه روح محبة، و بمعمودية واحدة
لغفران الخطايا، و بجماعة واحدة قديسية، و بقيامة ابداننا و الحياة الدائمة الى
ابد الابدين".
[و هذه الأمانة هي العقيدة
التي ألفها لهم شمعون و التي أشار إليها الشيخ القسيس الاسباني و نقلتها سابقا عن
كتاب "تحفة الاريب" فدل هذا و ذاك على صدق المراجع و تطابقها في سرد
احوال النصارى، فسعيد بن بترك الإسكندرية من مصر و عبد الله ابن عبد الله القسيس
من اسبانيا و عبد الله المتكلم من الصحراء و كلنا نتكلم عن نفس العقيدة].
ثم اجتمع "اريوس" ببيت
المقدس بكثير من النصارى في مجمع ثان، و اجتمع بالقسطنطينية مائة و خمسون أسقفا، و
كان مقدموهم بترك الإسكندرية و بترك "انطاكية" و بترك بيت المقدس، و اتفقوا على انّ
.... روح القدس خالق غير
مخلوق، اله حق، و ان طبيعة الأب و الابن جوهر واحد، و طبيعة واحدة و زادوا عن
امانة المجمع الاول:
.... و نؤمن بروح القدس الرب
المحيي المميت، المنبثق من الأب، الذي مع الابن و الأب، وهو ممجود و ممجد ...، و
كان في الأمانة الأولى: و بروح القدس فقط. و تفرقوا قساوسة هذا المجمع و قد لعنوا
فيه أكثر أساقفتهم و بتاركهم. ثم اجتمع النصارى بقيادة بترك القسطنطينية
"نسطورس" في مجمع رابع.
و كان مذهب "نسطورس" ان :
... مريم ليست بوالدة الإله
عيسى على الحقيقة، و لكن ثمة اثنان: الإله الذي هو مولود من الأب، و الآخر: إنسان
الذي هو مولود من مريم، و ان هذا الإنسان الذي نقول انه المسيح بالمحبة، متوحد مع
ابن الإله. و ابن الإله ليس ابنا على الحقيقة،
و لكن على سبيل الموهبة و الكرامة و اتفاق
الاسمين. فبلغ ذلك بتاركة سائر البلاد، و اجتمعوا و لعنوا "نسطورس" و
ثبتوا:
... ان مريم ولدت إلها، و ان
المسيح اله حق، و إنسان معروف بطبيعتين، متوحد في الاقنوم".
ثم سمع "يوحنا" بترك
"انطاقية" بذلك فجمع أساقفته، و تقاتل مع الأساقفة الذين لعنوا
"نسطورس" حتى أصلح بينهم الملك، فكتبوا صحيفة :
... ان مريم القديسة ولدت الها،
و هو ربنا يسوع المسيح الذي هو مع الله في اللاهوت و مع الناس في الناسوت". و
انفذوا لعن "نسطورس": و كانت مجامعهم تجتمع على الكفر و تفترق على
اللعن، فهم بين لاعن و ملعون. ثم كان لهم مجمع خامس في مدينة "افسيس"
بطلب من طبيب القسطنطينية الراهب "اوطيوس" بمشاركة بترك الاسكندرية و ثبتوا
"اوطيوس" في قوله :
... ان جسد المسيح ليس هو مع
أجسادنا في الطبيعة، و ان المسيح قبل التجسد كان طبيعتان، و صار بعد التجسد طبيعة
واحدة، و صارت المقالة مقالة "اوطيوس" و هو مذهب اليعقوبية و انتشر خاصة في مصر. و
افترقوا كالعادة بين لاعن و ملعون و ضال و مضل. ثم
كان لهم مجمع سادس حضره ستمائة و ثلاثون اسقفا، لعنوا فيه الطبيب الراهب
"أطيوس" و بترك الاسكندرية الذي ناصره، و أثبتوا: .... أنّ المسيح إله و
انسان، و هو مع الله في اللاهوت و مع الناس في النّاسوت، له طبيعتان تامتان، فهو
تامّ باللاهوت، تامّ بالناسوت و هو مسيح واحد.
و ثبّتوا أمانة المجمع الأوّل و
قالوا: .... إنّ روح القدس إله، و الأب و روح القدس واحد بطبيعة واحدة و أقانيم
ثلاثة، و ثبّتوا أيضا أمانة المجمع الثالث و قالوا: .... إن مريم العذراء ولدت
إلها ربّنا يسوع المسيح، الذي هو مع الله في الطبيعة و معنا في النّاسوت". ثم
لعنوا "نسطورس" و بترك الإسكندرية و انفضوا كالعادة و هم بين لاعن و
ملعون. ثم كان لهم مجمع سابع في ايام الملك "انطسطاس" ضد أقوال المجمع
السادس، و ظهرت مقالة "الملكية" بالاسكندرية بعد ان سفك جيش الملك في كنيسة الإسكندرية
دماء خلق كثير من الأساقفة و البتاركة و الرهبان حتى انتصرت مقالة الملكية
بالإسكندرية.
ثم كان لهم بعد ذلك مجمع ثامن
بالقسطنطينية حضره بتاركة و أساقفة البلاد لعنوا فيه أساقفة كانوا يؤمنون بالتناسخ
و انه ليس عندهم قيامة و لا بعث "أجسام تدفع و ارض تبلع" و ان جسد المسيح خيال غير حقيقة،
فثبتوا:
... ان جسد المسيح حقيقة لا
خيال، و انه اله تام و إنسان تام، معروف بطبيعتين و مشيئتين و فعلين، اقنوم واحد،
و ان الدنيا زائلة و القيامة كائنة و المسيح يأتي بمجد عظيم، فيدين الأحياء و
الأموات". كما قال المجمع الأول.
ثم كان لهم مجمع تاسع على عهد معاوية
بن أبي سفيان، تلاعنوا فيه و ترأسه بترك القسطنطينة و بترك أنطاكية، فلخّصوا
"الأمانة" و زادوا فيها و نقّصوا و قالوا:
"نؤمن بأنّ الواحد من
الناسوت الابن الوحيد، الذي هو الكلمة الأزلية، الدائم المستوى مع الرّب، الإله في
الجوهر الذي هو ربنا يسوع المسيح بطبيعتين تامتين و فعلين و مشيئتين في أقنوم واحد
و وجه واحد، تاما بلاهوته، تاما بناسوته، و نشهد أن الإله الابن في آخر الأيام
إتّخذ من العذراء السيدة مريم القديسة جسدا، إنسانا بنفس ناطقة عقلية، و ذلك برحمة
الله تعالى محب البشر. و لم يلحقة اختلاط و لا فساد و لا فرقة و لا فصل، و لكن هو
واحد، يعمل بما يشبه الإنسان أن يعمله في طبيعته و ما يشبه الإله أن يعمله في
طبيعته، الذي هو الابن الوحيد و الكلمة الأزلية المجسدة التي صارت في الحقيقة لحما
كما يقول الإنجيل المقدس من غير ان ينتقل من مجده الأزلي، و ليست بمتغيرة لكنها
بفعلين و مشيئتين و طبيعتين، إلهيّ و انسيّ، الذي بهما يكمل قول الحقّ. و كل واحدة
من الطبيعتين تعمل مع شركة صاحبتها، مشيئتين غير متضادّتين و لا متصارعتين. و لكن
مع المشيئة الإنسية المشيئة الإلهية القادرة على كلّ شيء". هذه هي أمانة المجمع
التاسع الذي انعقد بعد المجمع الخامس بمائة عاما. ثمّ كان للنصارى مجمع عاشر لعنوا
فيه من لعنهم و خالفهم و انصرفوا كالعادة بين لاعن و ملعون.
و قال الشيخ الجليل ابن القيم نقلا عن
استاذه شيخ الاسلام ابن تيمية: هذه
عشرة مجامع كبار من مجامعهم مشهورة، جمعت أكثر من أربعة عشر ألفا من البتاركة و
الأساقفة و الرّهبان، كلهم بين لاعن و ملعون، ضالون و مضلّلون، لا يثبت لهم قدم و
لا يستقر لهم قول في الههم حيارى تائهون.
كل منهم قد اتخذ إلهه هواه، و كفر و
ضلّ و أضلّ، قد تفرقت بهم في نبيهم و الههم الأقاويل، و هم كما قال الله تعالى في
القرآن العظيم: "قد ضلّوا من قبل، و أضلّوا كثيرا، و ضلّوا عن سواء السبيل"
"المائدة:
77"
فلو سألت أهل البيت الواحد عن دينهم و
معتقدهم في ربّهم و نبيهم لأجاب الرّجل بجواب، و امرأته بجواب و ابنه بجواب
و الخادم بجواب، فما ظنّك بمن في عصرنا هذا [عصر
ابن تيمية]، و هم نخالة الماضين، و زبالة الغابرين و نفاية المتحيرين، و قد طال
عليهم الأمد، و بعد عهدهم بالمسيح و دينه.
و لاحظ ابن القيم رحمه الله تعالى أن
النصارى ارتبكوا محذورين عظيمين لا يرضى بهما ذو عقل و لا معرفة:
* أحدهما: الغلوّ في المخلوق
حتى جعلوه شريك الخالق و جزءا منه، و إلها آخرا معه و أنفوا أن يكون المسيح عبدا
لله تبارك و تعالى.
* و الثاني: تنقص الخالق و سبه
و رميه بالعظائم حيث زعموا أنه سبحانه و تعالى عن قولهم علوّا كبيرا – نزل من
العرش عن كرسي عظمته، و دخل في فرج امرأة و أقام هناك تسعة اشهر، يتخبط بين البول
و الدم و قد علته أطباق المشيمة و الرحم و البطن،
ثم خرج من حيث دخل، رضيعا صغيرا يمصّ الثدي و لفّ في القمط، و أودع السرير يبكي و
يجوع و يعطش و يبول و يتغوّط، و يحمل على
الأيدي و العوانق، ثمّ صار إلى ان لطمت اليهود خدّيه، و ربطوا يديه، و بصقوا في
وجهه، و صفعوا قفاه، و صلبوه، و ألبسوه إكليلا من الشوك، و سمّروا يديه و رجليه. و
إن هذه مسبّة لله سبحانه، ما سبّه بها أحد من البشر قبلهم و لا بعدهم، و هذا
باطل:
"تكاد السماوات يتفطّرن
منه و تنشقّ الأرض و تخرّ الجبال هدّا"
"مريم:
90"
و عذر النصارى في ما ذهبوا اليه من
الضلال البعيد و التضليل الفظيع أقبح من قولهم، فإن أصل معتقدهم: أن أرواح
الأنبياء عليهم السلام كانت في الجحيم، في سجن ابليس في عهد آدم الى زمن المسيح،
فكان حسب معتقداتهم الفاسدة نوح و إبراهيم و موسى و
صالح و هود معذبين مسجونين في النار بسبب خطيئة آدم عليه السلام و أكله من الشجرة،
و كان حسب مذاهبهم الباطلة كلّما مات واحد من بني آدم أخذه إبليس و سجنه في النار
بذنب أبيه. ثمّ إن الله سبحانه و تعالى لمّا أراد رحمتهم
و
خلاصهم من العذاب، تحيّل على إبليس بحيله، فنزل عن كرسي عظمته و التحم ببطن مريم،
حتى ولد و كبر و صار رجلا، فمكّن أعداءه اليهود من نفسه حتى صلبوه، و توجوه
بالشوك على رأسه، فخلّص أنبياءه و رسله، و فداهم بنفسه و دمه. فهرق دمه في مرضاة
جميع ولد آدم، و خلّصهم من ذنب أبيهم آدم، بأن مكّن أعداءه من صلبه، إلا من أنكر
صلبه [كلّ الأمّة الاسلاميّة تنكر صلبه، لقوله عزّ و جل في سورة النساء:
"و ما قتلوه و ما صلبوه و
لكن شبّه لهم" على كل حال فشفيعنا يوم القيامة و شفيع الأمم هو محمد صلى الله
عليه و سلم، ورد ذلك في الحديث الطويل عن الشفاعة الكبرى، و ليس عيسى هو الذي
سيخلصنا من أهوال يوم الطامة الكبرى]
او شك فيه، او قال بان الإله يجل عن ذلك، فهو في سجن
إبليس معذب حتى يقر بذلك ( و هذه دعوة مقنعة الى التنصر، و طريقة خبيثة لإدخال
الناس في النصرانية ) و بهذه الأقوال الخبيثة فقد كذب النصارى الله عز و جل في
كونه تاب على ادم، و غفر له خطيئته، و نسبوه الى أقبح الظلم، حيث زعموا انه سجن
أنبياءه و رسله و أولياءه في الجحيم.
و كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قاصدا امة الصليب:
" انهم سبوا الله مسبة ما
سبه إياها احد من البشر "
و لهذا قال امراء الإسلام الصالحون:
" ان جهاد النصارى واجب
شرعا و عقلا، فانهم عار على بني ادم ، يفسدون العقول و الشرائع " و اتساءل في
هذا الصدد عن مشاعر ابن تيمية و ابن القيّم و ابن حزم و ابن كثير لو شاهدوا خنزير
هذا العصر : جورج بوش و وصيفته السوداء
و جيوشهما و هي تبيح كل
المقدسات الإسلامية و تعبث بالقران العظيم و تدنسه و ترمي به في القمامات و
المراحيض في سجون افغانستان و العراق و كوبا، و اتساءل ايضا عن الفتاوي التي
سيشرعونها لمقاومة ما أباح النصارى من لواط الرجال و تساحق
النساء، حتى ان الاتحاد الاوروبي فرض على تركيا من جملة ما فرض عليها لقبولها في
نادي النصارى : ان تتخلى عن الشريعة الإسلامية و ان تبيح ما سبق من الفظاعات و
الشناعات .
و امة الضلال و التضليل عاثت في دينها
فسادا:
1* ابتدعوا الصلاة الى مطلع
الشمس بعد المسيح بنحو ثلاثمائة سنة، اما نبيهم عيسى عليه السلام فكان يصلي الى
قبلة الانبياء: بيت المقدس، و اليها صلى نبينا محمد صلى الله عليه و سلم مدة مقامه
بمكة و بعد هجرته بثمانية عشر شهرا، ثم أمره الله تعالى الى تحويل الاتجاه الى
قبلة ابراهيم عليه السلام، الى شطر المسجد الحرام بين باب الكعبة و حجر إسماعيل
عليه السلام.
2* هم لا يتطهرون عند قيامهم
الى صلاتهم، و لا يمتنعون عن الكلام عندما يستقبلون المشرق، و تكبيرة الإحرام
عندهم هي التصليب و التثليث، ثم يتحدث المصلي منهم مع من قربه من المصلين بأنواع
الحديث.
3* ابتدعوا تعظيم الصليب بعد
المسيح بزمان و لا ذكر للصليب في الإنجيل البتة، و انما ذكر الصليب في التوراة
باللعن لمن تعلق به، ففي توراة اليهود :
"ملعون من تعلق بالصليب" بينما امة الصلبان
تعبد الصليب و تسجد له .
4* وضعوا صياما للحواريين، و
صياما لماري مريم، و صياما لماري جرجس، و صياما للميلاد، و صياما للملك
"هرقل" مخلص بيت المقدس من الفرس و اليهود، فزادوا جمعة في بدء الصوم
الكبير: يصومونها لهرقل غفرانا لنقضه العهد مع اليهود و قتلهم، و نقلوا الصوم إلى
فصل الربيع و زادوا فيه عشرة أيام، و ما قيمة صومهم مع صومنا في الشهر الكريم:
" شهر رمضان الذي انزل
فيه القران هدى و بينات من الهدى و الفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه".
الذي نصومه في الربيع و في الصيف و في الخريف و في الشتاء، أي عند طول النهار و
قصره و عند اشتداد الحرارة و نزول البرد.
5* كذبوا على عيسى عليه السلام
عندما زعموا أنه بعد أن صلب أقام تحت التراب ثلاثة أيّام، ثم بعث بلاهوتيته من
قبره، و ليس في أمّة الصليب من ينكر هذا البهتان. و
يتساءل ابن القيم رحمه الله بسخرية واضحة:
كيف كان حال هذا العالم: الأعلى و
الأسفل في هذه الأيام الثلاثة و من كان يدبّر أمر السماوات و الأرض، و من الذي خلف
الرّب في هذه المدّة، و من الذي كان يمسك السماء أن تقع على الأرض، عندما كان إله
النصارى مقبورا؟ و يا عجبا، أيّ قبر يسع اله السماوات و الأرض؟
فسبحان الله الملك القدوس السلام
المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر و سبحان الله عمّا يشركون.
و رحم الله الشيخ الجليل ابن القيم
عندما خاطبهم بالأبيات التالية:
أعبّــــاد المسيح لنا سؤال
إذا مـــات الإله بصنع قوم
و هـــل بقي الوجود بلا إله
و هل خلت الطبـاق السبع لمّا
و هل عـاد المسيـح إلى حياة
و يا عجبــا لقبر ضــمّ ربّا
تعالى الله عن افـك النصـارى
نريــــد جوابه ممّن وعاه
أماتوه، فمــا هــذا الإله؟
سميع يستجيب لمن دعــاه؟
ثوى تحت التراب و قد علاه؟
أم المحيي لـه ربّ ســواه؟
و أعجب منه بطن قد حواه؟
سيسأل كلّهـم عمّا افتـراه.
و خلاصة القول، أنّ ابليس اللعين
تلاعب بأمّة النصارى كلّ التلاعب:
- دعاهم فأجابوه، و استخفهم فأطاعوه،
- تلاعب بهم في شأن المعبود سبحانه و تعالى،
- و تلاعب بهم في أمر المسيح عليه السلام،
- و تلاعب بهم في شأن الصليب و عبادته،
- و تلاعب بهم في تصوير الصور في الكنائس و عبادتها، فبكلّ كنيسة: صورة مريم و المسيح،
- و تلاعب بهم في أعيادهم، فكلها موضوعة محدثة حسب أهوائهم و منها عيد ميكائيل الذي سنه لهم "الكسندروس" بترك الاسكندرية عوضا عن عيد الملكة "كليوباتر" الذي تحتفل فيه لهيكل "زحل" فنقلهم من كفر إلى كفر، و عيد الصليب و هو مما اختلقوه و ابتدعوه، و حسب ما أكّده سعيد بن بترك الاسكندرية في تاريخ النصارى: أنّه كان من ميلاد المسيح إلى ظهور الصّليب: ثلاثمائة و ثمانية و عشرون سنة.
- و تلاعب بهم في صلاتهم التي يقيمونها بدون طهارة و يستقبلون فيها المشرق، فعلماء النصارى و رهبانهم و اساقفتهم و قساوستهم قد افتروا بهتانا.
"تكاد السموات يتفطرن منه
و تنشق الأرض و تخر الجبال هدّا، أن دعوا للرحمان ولدا، و ما ينبغي للرحمان أن
يتخذ ولدا، إن كل من في السموات و الأرض إلا ءاتي الرحمان عبدا"
"مريم عليها السلام:
90-95"
و إني لأتوجه صادقا مخلصا لأمة المسيح
عيسى بن مريم أن يتحرّروا من أكاذيب قساوستهم و أن يتركوا عقائد مجامعهم و أن
يدخلوا في الإسلام و ينبذوا الإشراك بالله و كلّ الكفريات التي تأسست عليها
الكنائس القبطية و الأرتودوكسية و الكاثوليكية الشرقية منها و الغربية و أن يقولوا
كلمة الحق: أشهد أن لا إله إلا الله و
أشهد أن محمدا رسول الله" و أن ينزهوا نبي الله عيسى من التأليه و الربوية و
يعتبروه عبد الله و كلمته.
و الحمد لله وحده الذي هدانا للإسلام،
و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله العزيز الحكيم. و ليكن في علم النصارى أن
إرادة الخير و فعل المعروف و التقرب بالقرابين و إغاثة المنكوبين و إطعام المساكين
و معالجة المرضى و رعاية المعاقين و الرفق بالمستضعفين، كل هذا لا يمنح صاحبه فرصة
الدخول إلى الجنة إذا لم يرافق ذلك الإيمان بالله الواحد الأحد الذي لم يلد و لم
يولد و بكتبه و ملائكته
و رسله و باليوم الآخر و بالقضاء خيره و شره.
كذلك فان الأيمان وحده، ما لم يصاحبه
العمل الصالح و مساعدة البشر لا ينفع و لا يمنح صاحبه حق الدخول إلى الجنّة:
فالإيمان و العمل الصالح متلازمان متكاملان. قال الله تعالى:
"قل هل ننبئكم بالأخسرين
أعمالا: الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، أولئك
الذين كفروا بآيات ربهم و لقائه، فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا،
ذلك جزاؤهم جهنّم بما كفروا و اتخذوا ءاياتي و رسلي هزوا"
"الكهف: 103-106"
و في ختام الكلام عن نبي الله المسيح
عيسى بن مريم عليه السلام اختصر ما تبثه الكنائس الشرقية و الغربية من سموم في
عصرنا هذا.
إن الأناجيل المتداولة اليوم تثير لدى
خبراء الديانة المسيحية الكثير من التناقض و الاضطرابات و الفضائح، و هذا ما اعترف
به كبار علماء الكنيسة الغربية. و إخفاء للأخطاء و التناقضات التي تراكمت عند
النصارى، فان عامة الناس من المسيحيين يكتفون ببضع فقرات " مختارة " من
طرف الاساقفة و الرهبان و لا يمكنهم الاطلاع على محتويات الأناجيل كلها، لان تلك
الأناجيل هي الى يومنا هذا محل تحريف و نقاش و زيادة و نقصان حسب أهداف السياسة
التوسيعية الاوروبية في انحاء العالم. و يؤكد الباحثون الدارسون للكتب المقدسة
بالاجماع على ان الأناجيل محرفة و لا يصح التعويل عليها بجدية.
فلا ماتي (Mathieu)
و لا يوحنا
(Jean) تكلما عن رفع عيسى الى السماء اما لوكا [Luc] فاعتبر ان
ذلك سيقع يوم القيامة ، بينما مركوس
[Marc] اشار الى الرفع اشارة عابرة في كتابه Les actes des apôtres، غير ان الباحثين اثبتوا ان ذلك لم يكن
من تاليفه بل اضافة من غيره .
و لتهدئة الخواطر اقترح احد كبار رجال
الكنيسة القس « Roguet » في كتابه « Initiation
à l’Evangile » الذي الفه سنة 1973م ان مثل
هذه المسائل لا يمكن فهمها الا اذا اغمضنا بصائرنا عن مفاهيمها الدينية و اخذنا
حرفيا الوقائع دون تعمق و لا تفكّر ... و اعترف القس « Roguet » بوجود عدة حالات
مشابهة لحادثة الرفع الى السماء، لم يتحدد فهمها نهائيا الى حد الان. و يقول عالم
اخر : ان التركيز على تغييرات النصوص الاصلية و الاضافات التي و ضعت عبر العصور
المتتالية تجعل الإنسان الباحث عن الحقيقة غير مستغرب لتناقضات الاناجيل و عدم
اتفاقها حول مسائل اساسية تهم جوهر العقيدة المسيحية،
و يضيف قائلا : ان مثل هذه الملاحظات و الاختلافات
بين النصوص تدل دلالة قاطعة انها ليست منزلة من السماء ككتاب المسلمين: القران
المجيد. اما البروفيسور
« Kanengiesser » استاذ المعهد الاعلى
الكاتوليكي بباريس فانه اكد في كتابه
« Foi en la Resurrection Resurrection de la
foi »
يجب على النصارى عدم التصديق الأعمى
بلأحداث المروية في الأناجيل حول المسيح، لانها الفت حسب غايات معينة و أهداف
يتصارع بعضها ضد بعض.
و اقول ان اتباع "باولس" Paul قد تصارعوا مدة مائة و خمسين
سنة ضد المسيحية ذات الصبغة اليهودية قبل ان ينتصروا عليها.
و من سنة 70 الى سنة 110 تألفت
الأناجيل الأربعة التي صارت تعرف بالكتاب المقدس للديانة المسيحية. كما ان صفة
الحواريين لا يمكن الاعتراف بها للذين كتبوا الأناجيل بسبب ثبوت عدم معاصرتهم لعيسى
ابن مريم عليه السلام
اما البروفسور
« Culmann » فهو يؤكد في كتابه العهد الجديد « Nouveau Testament » ان أصحاب الأناجيل ما كانوا الا مجرد متكلمين باسم الجالية
المسيحية البدائية التي أسست العادات المنقولة عن طريق السمع. و اما ديوان
الفاتيكان فانه يحث على الاعتقاد بان "القديسة الكنيسة" أكدت سابقا، و
تؤكد على الدوام ان الأناجيل الأربعة التي نعتبرها بدون أي شك او وسوسة هي التي
تحمل لنا بكل امانة ما فعله المسيح ابن الله طوال حياته بين البشر، و ما علمه لهم
من اجل سعادتهم الخالدة حتى اليوم الذي رفع فيه الى السماء ......
فيتضح جليا ان الخلاف على اشده بين
دولة الفاتيكان و بين علماء النصرانية الذين يؤكدون بكل وضوح ان :
... الاناجيل هي مجموعة
نصوص تتلاءم مع مختلف الأوساط المسيحية و تستجيب إلى حاجيات الكنيسة، و تنقل ما
وصل أصحابها من أفكار و أخبار عن طريق الرواية المسموعة .
و في ما يلي ملخص موجز عن محتوى كل
انجيل من الاناجيل الاربعة :
- ... ان انجيل متي ينتصب في المقام الاول بالنسبة الى سلم التمييز بين كتب " العهد الجديد " ذلك انه امتداد لكتب " العهد القديم " فقد الفه ماتي للتدليل على ان المسيح "متمم لتاريخ بني اسرائيل" ذلك ما اكده الباحثون في كتاب "الترجمة المسكونية للتوراة"، "Traduction Œcuménique de la Bible"
لذلك فان " ماتي" اشار
باستمرار الى ما احتواه كتاب " العهد القديم ، و يسمى عند المسلمين "
العتيقة " كما حاول " ماتي " ان يبرهن ان عيسى تصرف و كانه المسيح
المنتظر من طرف اليهود.
فيبدأ انجيل "ماتي" بإعطاء
عمود نسب عيسى و يوصله بابراهيم مرورا بداوود ثم يتكلم عن أهم أحكام الشريعة
اليهودية من صلاة و صوم و زكاة. و يعلّق البروفيسور
"Tricot" على ذلك بقوله:
... تحت ثياب يونانية فان كتاب
" ماتي " يهودي لحما و عظاما و افكارا.و يقول « Culmann » :
... ان انجيل " ماتي
" يجتهد لقطع الصلة مع اليهودية مع ملازمة تعاليم " العتيقة" فلهجة الكتاب و
محاور اهتمامه توحي بوجود حالة من التوتر....
اما الطبيب « Maurice
Bucaille » فقد قال :
... ان الأوضاع السياسية ليست
أجنبية عن تاليف انجيل " ماتي " فاحتلال الروم لفلسطين أجج حب اليهود
للتحرر من قبضة الاحتلال، و "ماتي" ليس من معاصري عيسى رغم ما زعمه « Tricot » في ترجمته للعهد الجديد التي كتبها سنة 1960م، و ماتي
يهودي الأصل ، ألفاظه فلسطينية و أسلوبه يوناني كتب إنجيله لأناس يتكلمون اللغة
اليونانية .
- اما انجيل مركوس « Marc » فهو اقصر الأناجيل الأربعة و اقدمها، و هو ليس كتاب حواري عاصر عيسى، هو في أحسن الأحوال كتاب تابع حواري « Disciple d’Apôtre » و هو من مرافقي بيرو « Pierre » الى روما، الف كتابه حوالي سنة 70 م، و يؤكد كبار علماء الكنيسة ان خاتمة انجيل مركوس مزيفة و ليست من تاليفه ....
- اما انجيل " لوكا " فانه عبارة عن مجموعة حكايات جمعها " لوكا " تقليدا للموذة في زمانه التي اهتمت بكتابة سيرة عيسى و سجلت الإحداث التي حفت بحياته.
و يقول خبراء المسيحية : ان "
لوكا " اعتمد في تاليفه كتابي مركوس و ماتي و الف انجيله بعد سنة 80 م ، لانه
عايش محاصرة و هدم بيت المقدس من طرف جيوش
« Titus » سنة 70 م .
- أما انجيل " يوحنا " فهو يختلف تماما عن الأناجيل الثلاثة السابقة في الأسلوب و في المحتوى و في سرد الإحداث و في التعاليم الدينية. ألف "يوحنا" انجيله في اواخر القرن الاول من العهد المسيحي، و أضيفت إليه نصوص كثيرة ألّفها أتباع "يوحنّا" و من بين الفصول المضافة إلى الأصل الفصل عدد 21.
كما أنّ أجزاء كثيرة من انجيل
"يوحنّا" قد و قع تغييرها، او استبدالها، الأمر الذي احدث في صفوف خبراء
الكتاب المقدس بلبلة و اضطرابا حول أصالة الإنجيل الرابع
و صدق مرجعيته.
و اختلف يوحنا مع مركوس و لوكا و ماتي
في مدة رسالة عيسى عليه السلام. فيوحنا أكد انها دامت أكثر من سنتين، بينما الثلاثة اعتبروها
سنة واحدة. فزاد ذلك من حيرة المسيحيين.
و في مقارنة بين الأناجيل الأربعة ،
أكد علماء الكنيسة ان مواضع الشبه و مواضع الاختلاف هي كالاتي :
- الآيات المتفق عليها بين
ماتي و مركوس و لوكا عددها : 330،
- الآيات المتفق عليها بين
مركوس و ماتي عددها : 178،
- الآيات المتفق عليها بين
مركوس و لوكا عددها : 230،
- الآيات الخاصة بكتاب ماتي
عددها : 330 ،
- الآيات الخاصة بكتاب ماركوس
عددها : 53 ،
- الآيات الخاصة بكتاب لوكا
عددها : 500 ،
و هذا ما توصلت إليه آخر الأبحاث التي
قام بها كبار علماء المسيحية حول المراجع الأساسية التي اعتمدتها الأناجيل
الأربعة، و هي التي تمثل مع مجموعة أخرى من كتب ما يسمى عند الكنائس الشرقية و
الغربية بكتب "العهد الجديد" و اعتبرها
النصارى "كتابا مقدسا":
و توضيح الرموز هو : ( 1) : ا، ب، ت ،
ج هي مراجع اساسية مجهولة للكتب الأربعة،
( 2 ) : مراحل التأليف الأولى و الزيادات و النقصان،
( 3 ) : الكتب الموجودة الان بعد اتفاق المجامع الكنسية
عليها،
و أستطيع ان أقول ان ما وصلنا مما
اتفق عليه النصارى على انه كتاب مقدس ، هو لا يمتّ باية صلة الى الإنجيل الذي انزل
على عيسى ابن مريم عليه السلام من عند الله تبارك و تعالى و الذي اثبت وجوده
كتابنا : القران المجيد. قال الله تعالى في محكم تنزيله:
"وقفينا بعيسى ابن مريم و
ءاتيناه الإنجيل"
"الحديد 26"
فدل هذا على ان الله تبارك و تعالى
آتى عيسى عليه السلام انجيلا واحدا، لا أناجيل اربعة كما زعم علماء اليهود
و
النصارى.
و زيادة في التأكيد على تحريف النصارى
للكتاب المقدس عندهم أضع بين يدي الباحث عن الحقيقة نصا للعالم الفرنسي Maurice Bucaille
« … La présence des mots Esprit Saint dans le
texte que nous possédons aujourd’hui, pourrait fort bien relever d’une addition
ultérieure tout à fait volontaire, destinée à modifier le sens primitif d’un
passage qui, en annonçant la venue d’un prophète après Jésus, était en
contradiction avec l’enseignement des Eglises chrétiennes naissantes, voulant
que Jésus fut le dernier des prophètes
… »
قال الله تعالى: " و إذ
قال عيسى بن مريم: يا بني اسرائيل، إني رسول الله إليكم، مصدقا لما بين يدي من
التوراة، و مبشّرا برسول يأتي من بعدي، اسمه: أحمد."
"الصف: 6"
و نستنتج إذا أنّ: اليارقليط هو أحمد.
و أترجم هذا النص الى العربية كما يلي :
... ان وجود كلمتي : روح القدس
في الإنجيل المتداولة بيننا، من المرجح ان تكونا إضافة لاحقة مقصودة من اجل تغيير
المعنى الأصلي لفقرة تبشر ببعثة نبي يأتي بعد عيسى، و هو ما يتناقض مع تعاليم و
أهداف الكنائس المسيحية الناشئة، و التي تريد ان يكون عيسى هو خاتم الانبياء و
الاحظ هنا ان تلك الفقرة هي التي أشار اليها الشيخ القسيس الاسباني و التي كانت
سببا في انتقاله من المسيحية الى الإسلام ، كما ألاحظ ان الجراح الفرنسي Maurice Bucaille هو الآخر قد دخل في دين محمد صلى الله عليه و سلم قبل ان يلتحق
بجوار ربه علمت ذلك عن طريق عالم اسلامي يعرفه حق المعرفة.
و اني احمد الله جل جلاله و عظم
سلطانه و عز شانه حمدا كثيرا طيبا مباركا كما يحب ربنا و يرضى على ان هداني
للإسلام و جعلني من امة سيد الأنبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم،
و الحمد لله على ان يسر لي فهم الكثير من آيات الذكر الحكيم و حصنني من ضلال و شرك
النصارى.
ان القران العظيم هو الكتاب الإلهي
الوحيد الذي صمد لمكر و خبث و كيد شياطين الإنس و الجن و بقي كما نزل به الروح
الأمين جبرائيل عليه السلام على خاتم الانبياء و المرسلين محمد صلى الله عليه و
سلم. قال الله تعالى:
" لكل جعلنا منكم شرعة و
منهاجا، و لو شاء الله لجعلكم امة واحدة، و لكن ليبلوكم في ما ءاتاكم، فاستبقوا
الخيرات، الى الله مرجعكم جميعا، فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون"
"
المائدة : 48
"
و قال الله تعالى عن اليهود و النصارى :
"اتخذوا احبارهم و
رهبانهم اربابا من دون الله، و المسيح ابن مريم، و ما امروا الا ليعبدوا الها
واحدا، لا اله الا هو، سبحانه عما يشركون، يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم و
يابى الله الا ان يتم نوره و لو كره الكافرون.
هو الذي ارسل رسوله بالهدى و دين الحق
ليظهره على الدين كله و لو كره
المشركون"
" التوبة
: 32-33"
و قال سبحانه :
"و ما تفرق الذين أوتوا
الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة، و ما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له
الدين، حنفاء و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة، و ذلك دين القيمة. ان الذين كفروا
من اهل الكتاب و المشركين في نار جهنم خالدين فيها، اولائك هم شر البرية. ان الذين
امنوا و عملوا الصالحات اولائك هم خير البرية، جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من
تحتها الانهار خالدين فيها ابدا، رضي الله عنهم و رضوا عنه، ذلك لمن خشي
ربه"
"
سورة البينة "
" يا أهل الكتاب لا تغلوا
في دينكم و لا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله
وكلمته ألقاها إلى مريم و روح منه، فامنوا بالله و رسله، و لا تقولوا ثلاثة ،
انتهوا خيرا لكم، إنما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد، له ما في السموات و
ما في الأرض، و كفى بالله و كيلا. لن يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله و لا
الملائكة المقربون"
"
النساء : 171-172"
لكن الضالين المضللين ازدادوا كفرا و
شركا، و ملؤوا كوكب الأرض بكنائس يعبد فيها الصلبان و التماثيل و الصور
و القساوسة و الرهبان ظلما و فسادا و فسقا و طمسا للحقيقة
الجوهرية و الأساسية و اقصد حقيقة التوحيد التي شهدت بها كل الكائنات ما عدى النصارى
و أحزابهم .
لا إله إلا الله أوحد بها ربي،
لا إله إلا الله تتغذى بها روحي،
لا إله إلا الله ييسر بها رزقي،
لا إله إلا الله أسعد بها في قبري.
"ألا إنّ أولياء الله لا
خوف عليهم و لا هم يحزنون، الذين آمنوا و كانوا يتقون، لهم البشرى في الحياة
الدنيا و في الآخرة، لا تبديل لكلمات الله، ذلك هو الفوز العظيم".
سبحانك اللهم، لا اله إلا أنت، سميع
بصير حكيم عليم مالك الملك و الملكوت،
سبحانك اللهم، لا اله إلا أنت، برات
بالقران عيسى من عبادة الرهبان و الكهنوت،
سبحانك اللهم، لا اله إلا أنت، طهرتنا
بالتوحيد من عقائد الناسوت في اللاهوت،
سبحانك اللهم، لا اله إلا أنت ، نسالك
النصر على أقوام الكفر و الشرك و الجبروت،
سبحانك اللهم، لا اله إلا أنت، نجنا
بقدرتك من كل الكروب و اعنا على الصمود أمام الطاغوت،
ربنا : أنت السلام، و منك السلام، و
لك حق الجلال و الإكرام. أدخلنا دار السلام بسلام يا ذا الجلال و الإكرام.
" سبحان ربك رب العزة عما
يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين".
تم البحث في سيرة عيسى عليه السلام
بين سنوات 1995 م - 2005 م. و لله الحمد و الشكر و النعمة على ذلك..
ذو القعدة 1427هـ / ديسمبر 2006 م
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire