Pages

dimanche 14 avril 2013

المسيح عيسى ابن مريم: الجزء 1




المسيح عيسى ابن مريم : الجزء 1
عبد الله و رسوله ، عليه الصلاة والسلام
 * و إذ قال الله: يا عيسى ابن مريم:ءأنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون الله؟ قال: سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق، إن كنت قلته فقد علمته، تعلم ما في نفسي و لا اعلم ما في نفسك، انك أنت علام الغيوب. ما قلت لهم إلا ما أمرتني به: أن اعبدوا الله ربي و ربكم.
وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم، و أنت على كل شيء شهيد، إن تعذبهم فإنهم عبادك،   و إن تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم.                                                                                         " المائدة:116-118"
فهذا الحوار بين الله عز و جل و بين عبده: المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، سيقع يوم القيامة، اخبرنا به محمد صلى الله عليه وسلم، ليعلم الناس أن عيسى سيسال عند قيام الساعة، تماما كبقية المخلوقات، فتنفي هذه المساءلة نفيا قاطعا ما تزعمه النصارى من ألُوهية عيسى منذ بداية العهد المسيحي.
" لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم.
و قال المسيح: بابني إسرائيل، اعبدوا الله ربي و ربكم.
انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة، و مأواه النار، و ما للظالمين من أنصار.
لقد كفر الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة. و ما من اله إلا اله واحد.
و إن لم ينتهوا عما يقولون، ليمسن الذين كفروا منهم عذاب اليم. أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه، و الله غفور رحيم. ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، و أمه صديقة كانا يأكلان الطعام.انظر كيف نبين لهم الآيات، ثم انظر أنّى يؤفكون؟ قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا و لا نفعا.و الله هو السميع العليم".                     " المائدة: 72-76"
فالعلم بان مريم و ابنها عيسى كانا يأكلان الطعام، يكفي لإبطال مزاعم النصارى، ذلك إن من صفات الله: الكمال المطلق في الذات و الصفات، فالله الذي لا اله غيره لا يحتاج إلى أي كائن من الكائنات،  فهو غني عن الأطعمة و شرب السوائل، فلو كان يأكل أو يشرب لانتفت من صفاته صفة القهر. و في ما يلي عمود نسب عيسى عليه السلام حسب الروايات المعتمدة عند اليهود و النصارى و المسلمين.
قال أبو القاسم بن عساكر هو:
عيسى بن مريم بنت عمران بن ماثان بن العازر بن اليود بن اخنز بن صادوق ابن عيازوز بن الياقيم بن أيبود بن زربابيل بن شالتال بن يوحنا بن برشا ابن امون بن ميشا بن حزقيا بن اخاز بن موثام بن عزريا بن يورام بن يوشافط ابن ايشا بن ايبا بن رحبعام بن سليمان بن داوود
و هذا العمود لا يختلف مع عمود نسب عيسى المنصوص عليه في انجيل " ماتي" الا في اسمين فقط: عيسى بن مريم بنت عمران بن ماثان عند ابن عساكر و عيسى بن يوسف بن يعقوب بن ماثان، عند " ماتي".
و نجد اختلافا في عدد الأجيال الفاصلة بين عيسى و داوود في المقارنة بين إنجيل " لوكا" و إنجيل "ماثي" و لا فائدة في تفصيل ذلك.
و قال محمد بن إسحاق هو:
عيسى بن مريم بنت عمران بن هاشم بن أمون بن ميشا بن حزقيا بن احريق بن موثم بن عزازيا بن امصيا بن ياوش ابن احريهو بن يازم بن يهفشاط بن ايشا ابن ايان بن رحبعام بن داوود.
ألّهَ النصارى عيسى ابن مريم و عبدوه فضلُّوا عن الطريق المستقيم و كان الواجب عليهم ان يعتقدوا انه عبد الله         و رسوله ولدته مريم بدون أب، قال الله عز و جل:
"مثل عيسى عند الله كمثل آدام، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون"
و لقد بين الله عز و جل حقيقة عيسى في كثير من ايات الذكر الحكيم، منها قوله تعالى:
" إذ قالت امرأة عمران: رب إني نذرت لك ما في بطني محررا، فتقبل مني انك انت السميع العليم. فلما وضعتها قالت: ربي إني    و ضعتها أنثى و الله اعلم بما وضعت، و ليس الذكر كالأنثى. و إني سميتها مريم ، و إني اعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم.فتقبلها ربها بقبول حسن و أنبتها نباتا حسنا، و كفلها زكريا، كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا، قال يا مريم أنى لك هذا ؟ قالت : هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب"                       "آل عمران: 33-37"
كان عمران والد مريم صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه، و كانت أمها حنة بنت فاقود بن قبيل من العابدات، و كان زكريا نبي ذلك الزمان زوج "أشياع" أخت مريم. وكانوا في ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خدما من أولادهم. اتخذ زكريا لمريم مكانا من المسجد لا يدخله سواها، تعبد الله فيه  و تخدم البيت إذا جاء دورها.
"و إذ قالت الملائكة يا مريم، إن الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك على نساء العالمين. يا مريم اقنتي لربّك و اسجدي          و اركعي مع الراكعين. ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك،  و ما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم، و ما كنت لديهم إذ يختصمون. إذ قالت الملائكة: يا مريم، إن الله يبشرك بكلمة منه، اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا و الآخرة ومن المقربين، و يكلم الناس في المهد و كهلا و من الصالحين. قالت: رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر؟ قال: كذلك الله يخلق ما يشاء، إذا قضى أمرا فإنما يقول له: كن فيكون، ويعلمه الكتاب و الحكمة و التوراة و الإنجيل، و رسولا إلى بني إسرائيل، أني قد جئتكم بآية من ربكم: أني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير، فانفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، و أبرئ الأكمه و الأبرص، و احيي الموتى بإذن الله، و أنبئكم بما تأكلون و ما تدخرون في بيوتكم. إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين، و مصدقا لما بين يدي من التوراة، و لأحل لكم بعض الذي حرم عليكم. و جئتكم بآية من ربكم، فاتقوا الله و أطيعون. إن الله ربي و ربكم فاعبدوه. هذا صراط مستقيم"                                                                              " آل عمران: 42-51"
أما عن مولد عيسى عليه السلام، فقد قال العزيز الجبار تبارك و تعالى:
"و اذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا، فاتخذت من دونهم حجابا، فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا. قالت إني أعوذ بالرحمان منك إن كنت تقيا ! قال إنما أنا رسول ربّك لأهب لك غلاما زكيّا قالت: أنى يكون لي غلام و لم يمسسني بشر و لم أك بغيا. قال: كذلك قال ربك، هو علي هين، و لنجعله آية للناس و رحمة منا، و كان أمرا مقضيا.فحملته فانتبذت به مكانا قصيا، فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة، قالت: يا لبتني مت قبل هذا و كنت نسيا منسيا. فناداها من تحتها ألا تجزعي، قد جعل ربك تحتك سريا، و هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا، فكلي واشربي و قري عينا. فإما ترين من البشر أحدا فقولي: إني نذرت للرحمان صوما، فلن اكلم اليوم انسيا. فاتت به قومها تحمله، قالوا: يا مريم لقد جئت شيئا فريا. يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء و ما كانت أمك بغيا. فأشارت إليه، قالوا: كيف نكلم من كان في المهد صبيا. قال: إني عبد الله : أتاني الكتاب و جعلني نبيا: و جعلني مباركا أين ما كنت،  و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حيا، و برا بوالدتي، و لم يجعلني جبارا شقيا. و السلام علي يوم ولدت و يوم أموت و يوم ابعث حيا. ذلك عيسى ابن مريم ، قول الحق الذي فيه يمترون. ما كان لله أن يتخذ من ولد، سبحانه، إذا قضى أمرا فإنما يقول له: كن فيكون و إن الله ربي وربكم فاعبدوه، هذا صراط مستقيم. فاختلف الأحزاب من بينهم، فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم".               "مريم عليها السلام: 16-37"
خلق الله – تبارك وتعالى- ادم من غير ذكر و لا أنثى، و خلق حواء من ذكر بلا أنثى، و خلق عيسى من أنثى بلا ذكر، و خلق بقية البشر من ذكر و أنثى. و لقد برهنت علوم الاستنساخ على إمكانية حدوث ذلك و ليس ذلك مستحيلا من الناحية العلمية و لا يستدعي الأمر تاليه المستنسخ. إن أول ما نطق به عيسى عليه السلام هو قوله: " إني عبد الله، أتاني الكتاب        و جعلني نبيا" ثم أضاف لاحقا: " إن الله ربي و ربكم فاعبدوه" فلو كان لعيسى عليه السلام أب اله كما تزعم النصارى لقال:   "و برا بوالدي". كذلك منذ اللحظات الأولى اقر عيسى عليه السلام بأنه عبد لله جل جلاله فنزه عليه السلام منذ بداية العهد المسيحي الذات الإلهية العليّة من مذاهب الشرك و معتقدات النصارى الفاسدة المليئة بالكفريات و الضلالات، و التي سنفضحها بمزيد من التفاصيل و الدقة لاحقا- في هذا البحث المعمق عن العقيدة المسيحية المحرفة ان شاء الله تعالى.
 فلقد اختلفت اليهود في عيسى عليه السلام، منهم من قال: انه ابن زانية، و منهم من قال: هو الله، و منهم من قال: هو ابن الله، و منهم من قال: هو عبد الله و رسوله و كلمته التي ألقاها إلى مريم و روح منه.
عن نبينا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم انه قال:
" من شهد: أن لا اله إلا الله و حده لا شريك له،
    و أن محمدا عبده و رسوله،
    و أن عيسى عبد الله و رسوله و كلمته، ألقاها إلى مريم، و روح منه،
    و الجنة حق، و النار حق، ادخله الله الجنة على ما كان من العمل".                             "رواه البخاري"
"و قالوا اتخذ الرحمان ولدا، لقد جئتم شيئا إدّا تكاد السماوات يتفطرن منه و تنشق الأرض و تخر الجبال هدا، أن دعوا للرحمان ولدا. و ما ينبغي للرحمان أن يتخذ ولدا، إن كل من في السماوات و الأرض إلا آتى الرحمان عبدا. لقد أحصاهم و عدهم عدا، و كلهم آتيه يوم القيامة فردا"                                                                                                        "مريم: 88-95 "
و قال الحق سبحانه:
" ما اتخذ الله من ولد و ما كان معه من اله، إذا لذهب كل أله بما خلق، و لعلا بعضهم على بعض، سبحان الله عما يصفون، عالم الغيب و الشهادة، فتعالى عما يشركون"                                                                              "المؤمنون: 91-92"
لكن عيسى عليه السلام سيتبرأ من بهتان قومه يوم القيامة عندما يسأله الله سبحانه:
" ءانت قلت للناس اتخذوني و أمي الهين من دون الله؟"
بقوله على رؤوس الأشهاد و أمام الحشود البشرية:
" سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق، إن كنت قلته فقد علمته"
ثم يضيف عليه السلام: " ما قلت لهم إلا ما أمرتني به: أن اعبدوا الله ربي و ربكم" ثم يتبرأ عليه السلام مما أحدثوه بعده من الكفر و الشرك و الضلال البعيد بقوله:
" و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم: فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم، و أنت على كل شيء شهيد"             "المائدة: 117 "
و لقد بحثت في كتب التفسير عن قول عيسى عليه السلام: " فلما توفيتني" فلم أجد أثرا لتفسير كلمة "توفيتني"، وتجنبها كل العلماء المسلمين، غير أني أفهم من "فلما توفيتني " أنها تخبر بكل وضوح عن وفاة عيسى عليه السلام، تماما كما توفى الله كل الأنبياء قبله ثم توفي إمامهم و أكرمهم و خاتمهم سيدنا محمدا صلى الله عليه و سلم.
قال علماء القران الأفاضل في أسباب نزول سورة آل عمران: قدم وفد نجران، و كانوا ستين راكبا على رسول الله صلى الله عليه و سلم و فيه أربعة عشر رجلا من أشرافهم و منهم أمير القوم و صاحب مشورتهم و إمامهم، و دخلوا المسجد حين صلى العصر فصلوا في مسجد الرسول صلى الله عليه و سلّم لما حانت صلاتهم. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "دعوهم، فصلوا إلى المشرق"، فكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم سيدا الوفد و قال لهما: "اسلما" فقالا: قد أسلمنا قبلك. فقال صلى الله عليه و سلم: " كذبتما، منعكما من الإسلام دعاؤكما لله ولدا و عبادتكما الصليب، و أكلكما الخنزير".
 قالا: إن لم يكن عيسى ولد الله فمن أبوه ؟
و خاصموه جميعا في عيسى.
فقال لهما النبي صلى الله عليه و سلم: " ألستم تعلمون انه لا يكون ولد إلا و يشبه أباه ؟ قالوا: بلى، قال ألستم تعلمون أن ربنا حي لا يموت وان عيسى أتى عليه الفناء؟"
قالوا بلى،
قال: " ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يحفظه و يرزقه؟"
قالوا: بلى 
قال: " فهل يملك عيسى من ذلك شيئا"؟
قالوا : لا
قال : "فان ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء و ربنا لا يأكل و لا يشرب و لا يحدث"
قالوا بلى
قال: "ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة، ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها ، ثم غذي كما يغذى الصبي، ثم كان يطعم و يشرب و يحدث"؟
قالوا: بلى. قال: "فكيف يكون هذا كما زعمتم؟"
فسكتوا.
فانزل الله عز وجل فيهم صدر سورة آل عمران إلى بضعة و ثمانين آية منها.   " أسباب النزول: الإمام النّيسبوري"
فدل هذا كله على الطبيعة البشرية لعيسى عليه السلام و على وفاته و فنائه كبقية البشر، فانتفت بذلك كل المزاعم النصرانية التي اتفقوا عليها في مجامعهم الكنسية. و يؤكد ذلك قول الله عز و جل من سورة آل عمران:
"يا عيسى إني متوفيك و رافعك إلي، و مطهرك من الذين كفروا"
و قوله تعالى مخاطبا محمدا صلى الله عليه و سلم من سورة الأنبياء عليهم السلام:
"و ما جعلنا لبشر من قبلك الخلد"
فعيسى عليه السلام كان قبل محمد صلى الله عليه و سلم بما يقارب خمسمائة و سبعين سنة. و لا يتعارض كل ذلك مع قوله تعالى:
"و ما قتلوه و ما صلبوه، و لكن شبه لهم، و إن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه، ما لهم به من علم إلا أتباع الظن، و ما قتلوه يقينا، بل رفعه الله إليه، و كان الله عزيزا حكيما"                                                            " النساء: 157-158 "
و فسر ابن كثير رحمه الله الآيات السابقة من سورة النساء كما يلي:
... كان من خبر اليهود انه لما بعث الله عيسى بالبينات و الهدى حسدوه على ما آتاه الله تعالى من النبوة                و المعجزات الباهرات التي أكرمه الله بها و أجراها على يديه، و مع هذا كذبوه. و خالفوه، و سعوا في أذاه بكل ما أمكنهم،     و كان عيسى عليه السلام لا يساكنهم في بلدة، بل يكثر السياحة هو و أمه، ثم سعوا إلى ملك دمشق في ذلك الزمان و اخبروه أن في بيت المقدس رجلا يفتن الناس و يضلهم و يفسد على الملك رعاياه، فغضب الملك و كتب إلى نائبه ببيت المقدس أن يصلب هذا المذكور، فلما وصل الكتاب امتثل والي بيت المقدس ذلك و ذهب هو و طائفة من اليهود إلى المنزل الذي كان فيه عيسى عليه السلام و هو في جماعة من أصحابه و كان ذلك يوم الجمعة بعد العصر، فحاصروه هناك، فلما أحس بهم قال لأصحابه أيكم يلقى عليه شبهي و هو رفيقي في الجنة. فأجابه شاب لذلك فألقى الله عليه شبه عيسى حتى كأنه هو، و فتحت روزنة من سقف البيت، و أخذت عيسى سنة من النوم، فرفع إلى السماء، فلما رفع خرج أولئك النفر فقبض على شبه عيسى    و أخذوه في ليلة السبت و صلبوه ووضعوا الشوك على رأسه و ظن الناس كما ظن اليهود أن المصلوب هو المسيح، و جلست مريم تحت المصلوب و بكت، و قد بين الله الأمر و أظهره في القران الكريم:
" و ما قتلوه و ما صلبوه ولكن شبه لهم" و افترق أتباعه إلى ثلاث فرق، فقالت فرقة: كان الله فينا ما شاء، ثم صعد إلى السماء و هؤلاء هم: "اليعقوبية"، و قالت فرقة : كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه، و هم: " النسطورية"، و قالت فرقة كان فينا عبد الله و رسوله ما شاء الله، ثم رفعه الله إليه، و هؤلاء هم : "المسلمون"، فقتلت الفرقتان الكافرتان الفرقة المسلمة، فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله عز و جل محمدا صلى الله عليه و سلم.
قال ابن حزم الأندلسي رحمه الله تعالى
 فالمسيحيون من الكثرة بحيث لا يحصي عددهم إلا الله وحده، و في وسعهم أن يباهوا بمن فيهم من ملوك حكماء و فلاسفة نابهين، لكنهم مع هذا يقولون:
- إن الواحد ثلاثة و الثلاثة واحد [هذا الكلام لا يصح إلا في الفضاء الرياضي ( ) المتكون من عنصرين فقط:
    العنصر الأول هو :                             
    و العنصر الثاني هو :                             
    و في هذا الفضاء فان : ، لان كلا من 1 و 3 ينتميان إلى نفس العنصر انتهى تعليقي و ارجع إلى كلام الإمام ابن حزم]                     
- و إن أحد هؤلاء الثلاثة: الأب، و الثاني: الإبن.
- و إن الإنسان اله وليس إلها،
- و إن المسيح قديم موجود من الأزل، و مع ذلك فهو مخلوق.
- و منهم فرقة تسمى اليعقوبية، تعتقد أن الخالق قد مات و صلب و قتل.
- و أن العالم بقي ثلاثة أيام بلا مدبر ( أي المدة التي دخل فيها الناسوت إلى القبر قبل أن يصعد إلى اللاهوت حسب معتقداتهم الفاسدة).                                                                                                  " ابن حزم الأندلسي"
"فتعالى الله الملك الحق، لا اله إلا هو رب العرش الكريم، ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به، فإنما حسابه عند ربه، انه لا يفلح الكافرون، و قل رب اغفر و ارحم و أنت خير الراحمين "                                          " المؤمنون : 118 "
و من أهل الكتاب من اليهود و النصارى من يؤمن بالله تعالى حق الإيمان، قال الله تعالى: "ليسوا سواء، من أهل الكتاب امة قائمة يتلون ءايات الله ءاناء الليل و هم يسجدون، يؤمنون بالله و اليوم الأخر و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر     و يسارعون في الخيرات، و أولائك من الصالحين، و ما يفعلوا من خير فلن يكفروه، و الله عليم بالمتقين"
                       "آل عمران: 113 – 115"
و هذا القرآن أشار إلى كل من آمن من أحبار و علماء أهل الكتاب أمثال عبد الله بن سلام و أسد بن عبيد و ثعلبة بن شعبة في فجر الإسلام، و أمثال: موريس بوكاي و روجي قارودي و غيرهم من كبار علماء هذا العصر الذين آمنوا بالله تعالى إيمانا قويّا صادقا، و أمثال الشيخ القسيس الاسباني الذي ترك النصرانية في القرون الوسطى و كتب: "تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب" و الذي نترحم عليه بذكر ما فضحه من كفريات و ضلالات أمة الضلال و التضليل.
قال الشيخ القسيس العالم بالديانة المسيحية: عبد الله بن عبد الله:
"اعلموا رحمكم الله أني في هذا المختصر السعيد، ابتدأت بذكر بلدي ثم رحلتي و دخولي في دين الإسلام و الإيمان بسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ثم أتبعت ذلك بما غمرني من إحسان مولانا أمير المؤمنين أبي العباس أحمد بن الأمراء المكرمين، و بعض ما اتفق لي في أيامه، ثم في أيام ولده مولانا أمير المؤمنين أبي فارس عبد العزيز، ثم اتبعت ذلك بالرد على دين النصرانية و ثبوت فضل الملّة المحمدية، و سميته: تحفة الأريب في الرّد على أهل الصليب، و جعلته ثلاثة فصول: الأول في ابتداء إسلامي و خروجي من دين النصرانية إلى الملة المحمدية و فيما غمرني من إحسان مولانا أمير المؤمنين أبي العباس أحمد، و الثاني فيما اتفق لي في أيام مولانا أمير المؤمنين أبي فارس عبد العزيز، و الثالث [و هذا هو بيت القصيد من الملخّص ] في مقصود الكتاب من الرد على دين النصارى...
قال الشيخ القسيس في الفصل الأول: اعلموا رحمكم الله أنّ أصلي من مدينة مايوركة أعادها الله تعالى للإسلام [و يبدو من كلام القسيس أنها كانت تحت الراية الإسلامية قبل سقوط الأندلس]... و لم يكن لوالدي ولد غيري، و لمّا بلغت ستّة سنين سلمني والدي إلى معلّم من القساوسة فقرأت عليه الانجيل ثم تعلمت لغة الإنجيل (اللاتينية) و علم المنطق مدّة ستّة سنين، ثم ارتحلت إلى أرض "الكاطلان" و بها مدينة العلم عند النصارى، ثم ارتحلت إلى مدينة "نبوتيه" و سكنت بكنيسة لقسيس كبير السنّ و القدر، امتاز على جميع أهل دين النصرانية، فقرأت عليه علم أصول دين النصرانية و أحكامه، و لم أزل أتقرّب إليه بخدمتي له حتّى صرت أخصّ خواصه، فلازمته قراءة عليه و خدمة له عشر سنين، و في يوم من الأيام تخلّف القسيس عن التدريس بسبب مرض أصابه فتجادل الدارسون ما ورد في الإنجيل من:
 "أنّه يأتي من بعد عيسى نبيّ اسمه "البارقليط"، فلم يستطع أحد من الحاضرين أن يظفر بالتفسير الصحيح لهذه الفقرة من الإنجيل. فلمّا رجعت إلى القسيس، سألني عما جرى في غيبته، فأخبرته عن الخلاف بين جميع المتدخلين في تفسير تلك الفقرة من الإنجيل، فقال: إنكم كلكم جانبتم الفهم الصحيح لتلك الفقرة. و هذا الاسم الشريف لا يعلمه الا العلماء الراسخون في العلم،  و أنتم لم يحصل لكم من العلم إلا القليل. فبادرت إلى قدميه أقبلهما و قلت له: يا سيدي قد علمت إني ارتحلت إليك من بلد بعيد، و لي في خدمتك عشر سنين، حصلت عنك فيها من العلوم جملة لا أحصيها، فلعل من جميل إحسانكم إن تتكرم علي بمعرفة هذا الاسم الشريف. فبكى الشيخ و قال لي : يا ولدي والله انك لتعزّ علي كثيرا، و إن في معرفة هذا الاسم الشريف فائدة عظيمة، لكن أخاف عليك من النصارى أن يقتلوك في الحين، فأقسمت له بالله و بحق الإنجيل و من جاء به أن لا أتكلم  بشيء مما تسره إلي، فقال: إني سألتك في أول قدومك علي عن بلدك و هل هو قريب من المسلمين و هل يغزونكم أو تغزونهم، لاستخبر عما عندك من العداوة للإسلام [يبدو أن أحداث  هذه القصة تدور في أواخر العهد الإسلامي بالأندلس] فاعلم يا ولدي : أن               "البارقليط" هو اسم من أسماء نبي الإسلام محمد صلى الله عليه و سلم و عليه انزل الكتاب الرابع المذكور على لسان دانيال عليه السلام، و اخبر انه سينزل هذا الكتاب عليه، و إن دينه هو دين الحق و ملته هي الملة البيضاء المذكورة في الإنجيل.
فقلت له: يا سيدي و ما تقول في دين النصارى؟ فقال: لو أن النصارى اتبعوا دين عيسى عليه السلام، لكانوا على دين الله، لان عيسى و جميع الأنبياء دينهم دين الله تعالى. فقلت له: و كيف الخلاص من هذا الأمر ؟ فقال: بالدخول في دين الإسلام، فقلت له: هل ينجو الداخل فيه ؟ قال: نعم. فقلت له: يا سيدي: إن العاقل لا يختار لنفسه إلا أفضل ما يعلم، فإذا علمت فضل دين الإسلام، فما يمنعك من الدخول فيه؟ فقال: يا ولدي إن الله تعالى لم يطلعني عن حقيقة ما أخبرتك به من فضل دين الإسلام     و شرف نبيه الا بعد كبر سني، و لا عذر لنا، بل حجة الله علينا قائمة، و لو هداني الله لذلك و أنا في سنك لتركت كل شيء       و لدخلت في دين الحق. و حب الدنيا رأس كل خطيئة، فأنت ترى ما أنا فيه عند النصارى من الجاه و العزة و الشرف و كثرة المال، و لو ظهر علي شيء من الميل إلى دين الإسلام لقتلتني عامة النصارى في أسرع وقت. وهب إني نجوت من النصارى و خلصت إلى المسلمين، فأقول: إني جئتكم مسلما، فيقولون لي: قد نفعت نفسك بالدخول في دين الإسلام فلا تمن علينا إسلامك، فأبقى بينهم شيخا فقيرا ابن تسعين سنة، لا افقه لسانهم و لا يعرفون منزلتي، فأموت بينهم بالجوع.
و أنا الحمد لله على دين عيسى و على ما جاء به، يعلم الله ذلك مني. فقلت له: يا سيدي أتأمرني أن امشي إلى بلاد المسلمين     و ادخل في دينهم؟ فقال: ان كنت عاقلا طالبا للنجاة، فبادر إلى ذلك، و اكتم هذا الأمر قدر ما تستطيع، فان ظهر عليك شيء منه تقتلك العامة لحينك، و أنا بريء من دمك، فعاهدته بما أرضاه، ثم أخذت من أسباب الرحلة وودعته و زودني بخمسين دينارا ذهبا و ركبت البحر إلى "مايوركا" ثم إلى صقلية ثم إلى مدينة تونس، و صاحبت النصارى هناك أربعة أشهر، بعدها ذهبت الى دار السلطنة و بها يومئذ ابو العباس احمد، فأعلنت إسلامي أمامه و تعلمت العربية و تزوجت و كان اسمي في النصرانية: القسيس "نيقلا" فأبدلته عبد الله بن عبد الله.

1 commentaires:

  1. Hi Dear,

    I Like Your Blog Very Much. I see Daily Your Blog, is A Very Useful For me.

    You can also Find سورة الطور"القناة الرسمية للشيخ محمد النقيب Support me by subscribing ! اشترك بالقناة تابعونا على حساباتنا الاجتماعية
    Instagram:
    https://www.instagram.com/mohammed_na...
    فيس بوك Facebook
    https://www.facebook.com/na8eeb/
    ساوند كلاود Soundcloud
    https://soundcloud.com/mohammedalnaqeeb
    تويتر Twitter
    https://twitter.com/mohammed_naqeeb
    اشتركوا بالقناة Subscribe
    https://www.youtube.com/channel/UCVLE..."

    Visit Now:- https://www.youtube.com/watch?v=TwvHK9U3HiY

    RépondreSupprimer