Pages

dimanche 14 avril 2013

المسيح عيسى ابن مريم: الجزء 2



2 المسيح عيسى ابن مريم: الجزء

و أصل الآن إلى بيت القصيد و اختصر أهم ما جاء في الفصل الثالث من كتاب الشيخ عبد الله في الرد على النصارى بنص أناجيلهم 
الأربعة:
قال الشيخ الجليل رحمه الله تعالى:
... اعلموا رحمكم الله ان اللذين كتبوا الأناجيل الأربعة: متا، و لوقا، و ماركوس و يوحنا هم اللذين افسدوا دين عيسى عليه السلام بالزيادة و التنقيص و التبديل و التحريف. اما "متا" و هو الأول منهم لم يدرك عيسى عليه السلام، و كتب إنجيله في الإسكندرية، و اخبر فيه بمولد عيسى عليه السلام و ما ظهر مع ولادته من المعجزات، و خروج مريم الى مصر خوفا من الملك "رودس" الذي هم بقتل عيسى، و كلام "متا " هذا باطل و كذب.
اما " لوقا" و "ماركوس" و "يوحنا" لم يذكروا شيئا من هذا في اناجيلهم. و "لوقا" لم يدرك عيسى و لم يره ابدا، و تنصر على يدي "باولوس" الاسرائيلي و "باولس" هو الآخر لم يدرك عيسى و لم يره و كان من أكبر أعداء النصارى و أما "ماركوس" فهو أيضا لم ير عيسى و تنصر على يدي "بترو" الحواري و اخذ عنه الانجيل بمدينة "روما" و اما "يوحنا" فقد كتب انجيله باليونانية في مدينة "سويس" و من المعلوم ان عيسى عليه السلام لم ينزل عليه الله عز و جل الا انجيلا و احدا. و زعم "متا" في الفصل الثالث عشر من انجيله: ان عيسى قال: يكون جسدي في بطن الأرض ثلاثة أيام و ثلاثة ليال بعد موتي كما لبث يونس في بطن الحوت، و هذا من محض خيال "متا" ....
... تفرق النصارى على اثنين و سبعين فرقة: منها فرقة تعتقد ان عيسى هو الله الخالق الذي خلق الكون و هذا كفر                و ضلال، فقد ورد في الفصل الخامس من انجيل "يوحنا" ان عيسى عليه السلام قال لليهود الذين حوله: من يسمع كلامي       و يؤمن بالذي أرسلني، دخل الجنة، فقال اليهود: من يشهد لك بما تقول؟ فقال عيسى: الرب الذي أرسلني، هو يشهد لي. فدل ذلك على ان عيسى اقر بانه نبي مرسل وان له ربا أرسله، و انه ليس بالله الخالق.
و منها فرقة تعتقد ان عيسى هو ابن الله، و انه اله من جهة أبيه و إنسان من جهة أمه، و هذا من أفظع الكفريات في دين النصارى، و بقية الفرق تعتمد كلها على الشرك الأكبر و الكفر و الضلال و التضليل و الكذب و البهتان نترك ذكرها للإيجاز   و التخفيف.... أما قواعد دين النصارى فهي خمسة:
 التغطيس  1
      الإيمان بالتثليث  2
     اعتقاد اتحاد اللاّهوت بالناسوت  3
     الايمان بالقربات  4
    الاقرار بالذنوب للقساوسة 5
و نفصل ذلك بايجاز: اما التغطيس ففي كل كنيسة من كنائس كوكب الارض حوض من الرخام يملؤه القسيس بالماء، ثم يقرا عليه من احد الأناجيل الأربعة، و يرمي فيه ملحا كثيرا، ثم يصب منه على رأس الشخص الذي تنصر، و يلقن شهادة الشرك بالله اما قاعدة التثليث في عقيدتهم الفاسدة لا يدخل الجنة من لم يجهر بكلمات الكفر و لم يعتقد: ان الله ثالث ثلاثة و ان عيسى هو ابن الله، و ان له طبيعتان: ناسوتية من جهة مريم و لاهوتية من جهة الله، و الطبيعتان اتحدتا في بطن مريم، و يعبدون الله و عيسى و مريم بنصوص مزيفة و معتقدات فاسدة و بيان بطلان عبادتهم و معتقداتهم: الفصل الثالث عشر من إنجيل "ماركوس" و فيه ان الحواريين سألوا عيسى عن الساعة و القيامة، فقال لهم : ان ذلك اليوم لا يعلمه الذين في السماء، و ما يعلمه الا الله وحده. فهذا إقرار من عيسى بان الساعة من علم الغيب الذي لا يعلمه الا الله وحده، و انه لا يعلم الا ما علمه العليم الخبير سبحانه.
أما في الفصل السادس و العشرين من إنجيل "متا" فان عيسى حزن حزنا شديدا حين عزم اليهود على صلبه و قتله، فدل ذلك على عدم الوهية عيسى و انه ليس ابن الله. فاين كان لاهوته عندما قتل ناسوته؟
ان زعم النصارى باتحاد اللاهوت مع الناسوت في طبيعة واحدة تمثلت في شخص عيسى بن مريم قد كذبته الأناجيل التي تكون أسس الكتاب المقدس عندهم. ففي الفصل الثالث عشر من انجيل "متا" ان عيسى لما خرج من بيت لحم استخفه اليهود و سخروا منه، فقال لهم: لا يستخف نبي الا في مدينته. فدل ذلك على ان عيسى كان نبيا.
و يؤكد ذلك ايضا ما قاله شمعون لليهود: يا بني اسرائيل اسمعوا مقالتي: ان عيسى هو رجل ايده الله بالمعجزات، و قد كفرتم به. جاءت هذه المقالة في الفصل الثاني من كتاب: قصص الحواريين، و هو عند النصارى يقارب الأناجيل الأربعة من حيث الأهمية [و هو ما سيشير إليه M. Bucaille لاحقا تحت اسم: Les Actes des Apôtres  
و قال "لوقا" في آخر انجيله : ان عيسى بعد ما قام من قبره لقيه رجلان من تلاميذه، فقال لهما: مالكما حزينان؟ فقالا له: كانك لم تعرف ما جرى في بيت المقدس هذه الايام للمسيح الذي كان رجلا مرسلا من الله و مصدقا بين الناس في أقواله و أفعاله.
فهذه شهادة اخرى من الذين أسسوا الديانة المسيحية على ان عيسى لم يكن الها خالقا و لم يكن ربا، و لم يكن ابن اله، و لم يكن لاهوتا مندمجا في ناسوت فتعالى الله الملك الحق عما قال الضالون المضللون المشركون الكافرون، علوا كبيرا و سبحان الله الواحد الأحد الذي لم يلد و لم يولد.
اما الركن الثالث من الديانة المسيحية، فاعلموا رحمكم الله الواحد الأحد أن النصارى يعتقدون ان الله عاقب آدم و ذريته في جهنم بسبب خطيئة آدم، ثم خلصهم من العذاب لما بعث ابنه المسيح فالتحم في بطن مريم بجسد عيسى، فصار الجنين انسانا     و الها في نفس الوقت: انسانا من جوهر امه و الها من جوهر ابيه، فاخرج ادم و ذريته من الجحيم عندما صلب و قتل و دفن. و ليس للنصارى أي سند صحيح او نقل موثوق به يعتمدون عليه في هذه الأكذوبة الفظيعة.
و اما ما احتججنا به على النصارى من نصوص أناجيلهم المقدسة فلم يكن ذلك دليلا على صحتها و عدم تحريفها، انما هو دليل على اضطراب عقائدهم و فسادها.
اما الركن الرابع من العقيدة المسيحية فهي القربات و صفتها ان القسيس يقرا بعض النصوص من الإنجيل على فطيرة الخبز فتصير بمقتضى تلك التلاوة في تلك الساعة: جسد عيسى: و يقرا على كاس من الخمر فيصير دم عيسى كذلك، و في كل كنيسة قسيس كبير عندهم يحول الفطائر و الخمر الى جسد عيسى و دمه، و قبل ان يأكل النصارى الفطائر  و يشربوا الخمر، يستقبل القسيس المشرق و يقرا عليها الكفريات الاتية:
عيسى المسيح أخذته اليهود في ليلة: فاخذ الخبز بيده المباركة و رفع عينيه إلى السماء إلى القادر على كل شىء بعد التمجيد الواجب، فكسرها و اطعم الحواريين كسرة كسرة و قال لهم: كلوا هذا جسدي، و حين ينتهي القسيس من هذا الكلام الركيك يسجد لتلك الفطيرة اعتقادا منه احمقا ان الفطيرة هي الان جسد عيسى و ان عيسى هو ابن الله، ثم يضيف القسيس في سجوده مخاطبا الفطيرة: انت عيسى اله السماوات و الارض انت الذي تجسدت في بطن مريم، انت ابن الله المولود قبل العوالم كلها، انت مخلصنا من الشياطين، انت الجالس الى يمين ابيك في السماء، نسالك الغفران لامتك التي خلصتها بدمك، ثم يامر صفوف النصارى الموجودين في الكنيسة بالسجود للفطيرة، و يفعل نفس الشيء بقرورة الخمر، ثم ياكل الفطيرة و يشرب الخمر نيابة عنهم، فتنتهي بذلك صلاتهم ويتفرقون.
اما القاعدة الخامسة فهي الإقرار بجميع الذنوب للقسيس، فهم يعتقدون انه لا يمكن دخول الجنة الا بعد الإقرار بالذنوب للقسيس و من يخفي عنه ذنبا واحدا، فلا يدخل الجنة. و من اجل ذلك هم يعتقدون ان البابا في روما و الباتريارك في استنبول الاول بالنسبة للكنيسة الغربية الكاتوليكية و الثاني بالنسبة للكنيسة الشرقية الاورتودوكسية هما خليفتان لعيسى في الارض، يعطيان البراءات من الجحيم و تذاكر الدخول الى الفردوس لكل من يتصدق بارزاقه و امواله و ممتلكاته على الكنائس و القائمين عليها و ينوبهما في شتى انحاء الكرة الارضية  الكرادلة و البتاركة و القساوسة و الرهبان، فتكدست عندهم اموال كثيرة، تدفع       و تصرف في الحروب التي يشنها النصارى على المسلمين في الحملات الصليبية القديمة و في الحملات الاستعمارية و في الحروب المعاصرة على الإسلام و ما يسمونه بالإرهاب. و تدعم بها شياطين الإنس في عقر الأمة الإسلامية لمحاصرتنا معشر المسلمين و تجفيف موارد الرزق من حولنا و تشتيت قوانا في محاربة بعضنا البعض: و حسبنا الله و نعم الوكيل و لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم القدير.
فلما يموت النصارى توضع تلك البراءات من النار و تذاكر العبور الى الجنة في اكفانهم. اما الحقيقة الفظيعة التي استطيع تنبيه النصارى اليها و التي لا ريب فيها، هي ان المشركين من كل الامم برجال كنائسهم لن يفرحوا بريح الجنة، بل هم حطب جهنم ووقودها، و هذا ليس بشماتة من عبد مسلم مثلي او تمنيات و أحقادا أعبر عنها بصفة مجانية، و إنما هو تاكيد لما نزل به الروح الامين على محمد صلى الله عليه و سلم من قول الله تعالى :
"اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم، و ما امروا الا ليعبدوا الها واحدا، لا اله الا هو، سبحانه عما يشركون "                                                                                                                                      " التوبة: 31 "
و قال الله عز وجل: "يا عيسى ابن مريم: ء أنت قلت للناس اتخذوني و امي الاهين من دون الله؟"                  " المائدة: 116"
و قال العزيز الجبار سبحانه و تعالى : " لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم ، و قال المسيح:
يا بني اسرائيل، اعبدوا الله ربي و ربكم، انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و ماواه النار و ما للظالمين من أنصار لقد كفر الذين قالوا: ان الله ثالث ثلاثة، و ما من اله الا اله واحد"                                                  " المائدة : 73 "
"فتعالى الله الملك الحق لا اله الا هو رب العرش الكريم، و من يدع مع الله الها اخر لا برهان له به، فانما حسابه عند ربه، انه لا يفلح الكافرون، و قل رب اغفر و ارحم و انت خير الراحمين"                                                      " المؤمنون : 118 "
و قال عز وجل :
"ان الذين يشترون بعهد الله و ايمانهم ثمنا قليلا اولائك لا خلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله و لا ينظر اليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب اليم، و ان منهم لفريقا يلوون السنتهم بالكتاب و ما هو من الكتاب، ويقولون هو من عند الله و ما هو من عند الله، و يقولون على الله الكذب وهم يعلمون."                                                           " ال عمران : 77-78 "
و افتح قوسا ههنا و اقول : ان قواعد دين النصارى المحرفة هذه هي اقتباسات فظيعة محرفة ايضا عن قواعد الإسلام الخمسة و أتحدى جميع البشر ان يثبتوا عكس هذه الحقيقة التي لم يتشجع احد على الاقتراب منها ابدا و اوضح كلامي لمن يريد فهم النصرانية المحرفة :
1: التغطيس هو اقتباس من الطهارة غير ان المسلم يتطهر كل يوم على الأقل مرة بينما النصراني يغطس في حوض الكنيسة مرة في عمره كله.
2 : التثليث و هو تحريف فظيع للشهادتين فبينما نؤمن بوحدانية الله و بان محمدا صلى الله عليه و سلم عبد الله و رسوله ادعى النصارى كذبا و بهتانا ان الالهة ثلاثة: الرب و عيسى وروح القدس و هذا الامر هو افظع ما قيل في حق الله الواحد الاحد سبحانه وتعالى عما يشركون .
3 : التحام اللاهوت بالناسوت هو تحريف لصلاتنا معشر المسلمين باعتبار ان المسلم في الصلاة ينتقل من الدنيا           و يتركها جانبا و يدخل في عبادة الله الواحد الاحد.
4 : الايمان بالقربات هو تحريف لفريضة الزكاة  الركن الرابع في الاسلام .
5 : الاقرار بالذنوب للقسيسين و هذا اقتباس خبيث من فريضة الحج الى بيت الله الحرام حيث يتطهر المسلم من ذنوبه   و سيئاته. و الفارق كبير جدا بين الإقرار بالذنوب الى الله تعالى و الوقوف بعرفة و بين الحصول على الغفران بدفع المال      و الاملاك الى القساوسة.
قال الله جل جلاله: "و قال الله لا تتخذوا الهين اثنين، انما هو اله واحد، فاياي فارهبون، و له ما في السماوات و الارض، و له الدين واصبا افغير الله تتقون".                                                                           " النحل: 15-52 "
و اغلق القوس و أعود الى كلام النصارى و معتقداتهم الفاسدة. فليس رهبان النصارى و لا أحبار اليهود و لا كهان المجوس و لا ائمة المسلمين، و لا موسى و لا عيسى و لا محمد و لا الملائكة المقربون الذين يغفرون ذنوب البشر و يدخلونهم الجنة، و انما الله العزيز الجبار سبحانه و تعالى هو الذي يعذب من يشاء و يغفر لمن يشاء و هو الغفور الرحيم.
فمنذ أكثر من ألفي سنة و الامة الضالة تضلل الناس و تكذب عليهم و تفترى على الله الافك و البهتان و العصيان،            و تسب الله مسبة لم يسبه قبلهم احد من العالمين.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire