الزمان

  قال الشاعر:  

               و ما الدهر إلا تارتان فمنهما              أموت و أخرى أبتغي العيش أروح

سبحان الله العلي العظيم:  "هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا ، وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب. ما خلق الله ذلك إلا بالحق، نفصل الآيات لقوم يعلمون. إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون".                                                                                                       " يونس عليه السلام: 5-6".

وسبحان الله الحسيب الخبير الذي قسم الزمان، وجعل الأهلّة مواقيت للناس: "إن عدة الشّهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، منها أربعة حرم، ذلك الدين القيم".                                                         "التوبة:36".                         

والأشهر الحرم هي التي أشار إليها رسول الله، سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع: " أيها الناس: إن الزمان قد استدار، فهو اليوم كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم".

أولهن: رجب مضر بين جمادى وشعبان، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم"عن "مختصر ابن كثير"

أما ترتيب شهور العرب فهو كالآتي:

1: محرم، 2: صفر، 3: ربيع الأول، 4: ربيع الآخر، 5: جمادى الأولى، 6: جمادى الآخرة 7: رجب، 8: شعبان، 9: رمضان، 10: شوال، 11: ذو القعدة، 12: ذو الحجة. "لسان العرب: ابن منظور".

تبدأ هذه الشهور بمشاهدة القمر من كوكب الأرض عند استهلاله وتنتهي باختفائه عن أنظار الإنس، دل على ذلك قول الحق تبارك وتعالى:

"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى و الفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم، ولعلكم تشكرون"                                                                                                                          "البقرة: 185".

والمقصود من المشاهدة حسب ما اتفق عليه علماء الإسلام الأفاضل هو رؤية الهلال عند بداية الشهر.

فإن غم الهلال، فتكمل العدة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:  "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فاكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما".، "رواه : البخاري".

كما قال عليه الصلاة والسلام: "إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوما".

"رواه: مسلم".

والسنة من هذه الشهور القمرية تعد من الأيام المقدار الذي أشارت إليه سورة الكهف: قال عز وجل عن أصحاب الكهف:

ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا".                                                                "الكهف: 25".

فالمعادلة الحسابية بين السنة القمرية والسنة الشمسية- إذا اعتمدنا الآية - هي :

 

 معادلة الكهف

*في الجهة اليمنى من المعادلة نجد عددا كسريا بسطه هو جذاء عاملين أحدهما مدة السنة الشمسية[ 365,2422] والآخر 300 سنة، أما مقامه فهو العدد [ 309 ] المشار إليه في سورة الكهف.

*وفي الجهة اليسرى من المعادلة نجد عدة السنة القمرية من الأيام الشمسية على كوكب الأرض 354,6040.

والفارق بين السنة الشمسية والسنة القمرية على كوكب الأرض هو إذن:

365,2422)) _ (354,6040 ) = 10,6382)) أيّام .

أي عشرة أيام و15 ساعة و52 دقيقة.

واعتمدت في هذه المعادلة مدة: "4 ' 56 23h ، وهي المدة  التي تكمل فيها الأرض دورتها المحورية حول قطبيها.   

وهذه المعادلة قد مر عنها كل الفلكيين مر الكرام، فلم ينتبهوا إلى ما احتوت عليه من التناسب الصحيح المطلق بين الحسبان الشمسي والحسبان القمري، لذلك نجد خلطا كثيرا وغموضا فظيعا عند علماء التاريخ وعلماء الفلك. ولم يقترب منها إلا الفلكي الإغريقي: « METON » عندما قرر في القرن الخامس قبل العهد المسيحي أن: 235 شهرا قمريا = 19 سنة شمسية.

غير أني عندما أوظّف المعادلة: سنة شمسية =  ( ) X   (سنة قمرية)

أجد أن:

19 سنة شمسية = 19,57 سنة قمرية = 234,84شهرا قمريا.

وليست الـ: 235 شهرا التي احتسبها « METON » .

والزمان – من الوجهة الفضائية- هو البعد الرابع للكون حسب نظرية النسبية العامة التي أسسها العالم الألماني

 EINSTEIN » «ALBERT وكل كائن من كائنات الوجود له أربعة أبعاد، وهي التي تعين موقعه في الفضاء وفي الزمان. أي: موقعه من السماوات   والأرض، وبداية خلقه في الزمان. و نستطيع أن نتصور أنظمة مختلفة للملكوت الأعلى، تختلف فيها الأزمنة والمواقع لكل كائن من كائنات الوجود. وقصدي من هذه التوطئة الموجوزة هو الإشارة التي وردت في القرآن العظيم إلى أزمنة الحياة والممات والبعث:

أ‌-       اليوم الشمسي عبارة عن "4 ' 56 23h  والسنة منه تعد 365,24 يوما في التقويم الشمسي وتعد: 354,60 يوما في التقويم القمري.

 ب - اليوم المحمدي (وقد وجدت هذه التسمية في مقدمة ابن خلدون) وهو اليوم المذكور في قوله تعالى:

"ويدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون، ذلك عالم الغيب والشهادة، العزيز الرحيم".                                                                                                       "السجدة: 5-6".

 ت - اليوم السرمدي:

"سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج، تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، فاصبر صبرا جميلا، إنهم يرونه بعيدا، ونراه قريبا".                                                      "المعارج:1-7".

وسأتكلم –إن شاء الله تعالى- عن ذلك اليوم السرمدي عندما يصل بنا الحديث إلى عالم الغيب في البحث الثاني من المقصد الثاني من كتابنا هذا:" البداية والنهاية". كل آت قريب، ويوم القيامة آت لا ريب فيه قال الشاعر الجاهلي طرفة ابن العبد:

وما تنقص الأيام و الدهر ينفذ].  متى بدأ الزمان؟ ومتى ينتهـي؟

[أرى الدهـر كـنزا ناقصـا كـل ليلـة                                              

والإجابة عن التساؤلين ليست بالأمر الممكن لا من الناحية النقلية ولا من الناحية العقلية ولا من الناحية الشرعية، فالحواجز كثيرة جدا.

غير أني سأضع مقاربات فكرية، أعتمد فيها على القياس والاستنباط والتأويل، دون أن أدعي أني أدركت الحقائق المطلقة أو أزعم أني تحصلت في شأنها على العلم اليقين. فقد جاء في التنزيل قوله تعالى:  يسألونك عن الساعة أيان مرساها ؟ قل: إنما علمها عند ربي، لا يجليها لوقتها إلا هو، ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة".                     "الأعراف:178".

فلا يعلم قيامها حين تقوم ملك مقرب، ولا نبي مرسل، تأتي الناس على غفلة ويبغتهم قيامها. إذن أبدأ بالمقاربة الأولى، وتبحث في بدء الزمان.

قال الله تبارك وتعالً: "و وقال سبحانه وتعالى عن القمر: "وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب"    "يونس عليه السلام:5".

فتبين لي من كل هذا ومما أعلمه عن حركة كوكب الأرض في المنظومة الشمسية أن أول أيام الأرض قد بدأ بعد أن خلق الله تعالى الأرض والشمس والقمر وعندما تكورت الأرض أول تكويرة حول نفسها و هي ما يعرف بالحركة المحوريّة.

أما أولى السنين القمرية فقد بدأت عندما تحرك القمر في مداره حول كوكب الأرض، بينما كملت أولى السنين الشمسية عندما انتهت الأرض من أولى دوراتها حول الشمس وهاتان السنتان هما المنسجمتان في معادلة الكهف: 300 سنة شمسية = 309 سنة قمرية.

ومعنى ذلك أن المدة التي تستغرقها الأرض عندما تدور حول الشمس ثلاثمائة مرة هي نفس المدة التي يستغرقها القمر عندما يدور حول الشمس تسع مرات وثلاثمائة مرة.

أما بداية الوجود البشري فكان بعد خلق الله تعالى للملائكة والجن بأزمنة مختلفة. فعن عبد الله بن عمر بن الخطاب –رضي الله عنهما- أنه قال: "كانت الجن قبل آدم بألفي عام، فسفكوا الدماء، فبعث الله إليهم جندا من الملائكة فطردوهم "عن" قصص الأنبياء: ابن كثير".

و ذكرت-سابقا- في فصل الملكوت الأعلى أن عمر جبريل - عليه السلام- قد زاد عن 500.000.000.000 سنة.

وإحصائي للزمان الذي مر منذ وجود أبينا آدم – عليه السلام – إلى سنتنا القمرية الحاضرة: 1419هجرية هو حسب أصدق المراجع و أوثقها التي بحثت فيها، لا يتجاوز الألف التاسعة، وسنرى –إن شاء الله تعالى- في الباب الثاني من البحث الأول من المقصد الثاني كيف نتحصل على هذا العدد. قال الله تعالى: " ولقد خلقناكم، ثم صورناكم، ثم قلنا للملائكة أسجدوا لآدم، فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين. قال: ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ؟ قال أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين. قال فأهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها، فاخرج إنك من الصاغرين. قال: أنظرني إلى يوم يبعثون ! قال: إنك من المنظرين. قال: فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، ولا تجد أكثرهم شاكرين. قال: اخرج منها مذءوما مدحورا، لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين"              "الأعراف:11-18".

فمن جملة الأمور التي أشار إليها هذا القرآن الكريم:

أ) أمور قد وقعت وهي:

*هبوط إبليس اللعين إلى كوكب الأرض منذ أن خلق الله تعالى آدم عليه السلام.

*تأجيل تعذيبه إلى يوم القيامة.

*علم إبليس اللعين بوجود البعث.

*عقد عزيمته على تضليل البشر وإبعادهم عن طريق الله المستقيم.

ب) أمور ستقع وهي:

*تعذيب إبليس اللعين وأتباعه في نار جهنّم يوم القيامة.

* برمجة البعث والجزاء بالجنة أو بالنار، قبل أن يأكل آدم من الشجرة المحرمة عليه.

وألاحظ أن الجنة وجهنم موجودتان فعلا في ملكوت الله تعالى، وأن برمجة كل الأحداث قد وقعت مسبقا في اللوح المحفوظ،  وفي رواية كانت البرمجة قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. قال الله تعالى:

"ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير"           "الحديد :22"

و من أطماع الأمريكان أنهم يبذلون قصارى جهدهم للعثور على كنوز و خيرات فردوس النعيم.

أما عن المقاربة الثانية التي تتناول بالبحث هلاك الكون بزلازل يوم الطامة الكبرى، فقد جاء في التنزيل قول الله تبارك وتعالى: "يسألونك عن الساعة أيان مرساها، فيم أنت من ذكراها، إلى ربك منتهاها، إنما أنت منذر من يخشاها. كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها".                                                                              "النازعات: 12-16".

وقوله عز وجل: "يوم ينفخ في الصور، ونحشر المجرمين يومئذ زرقا، يتخافتون بينهم: إن لبثتم إلا عشرا. نحن أعلم بما يقولون، إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما".                                                                   "طه: 103-104"

وقوله سبحانه وتعالى –عن أهل الكهف - لما استيقظوا من نوم عميق دام ثلاثة قرون شمسية في كهفهم:

"قال قائل منهم: كم لبثتم ؟ قالوا: لبثنا يوما أو بعض يوم ! قالوا: ربكم أعلم بما لبثتم".                             "الكهف: 19".

ثم أخبر الخبير الحسيب عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم عن مدة نومهم:

"ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا. قل: الله أعلم بما لبثوا، له غيب السماوات والأرض"          "الكهف: 25-26".

وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:  "بعثت أنا والساعة كهاتين" وأشار إلى إصبعيه السبابة و الوسطى وقرن بينهما "رواه الشيخان".

وقال عليه الصلاة والسلام:  " أجلكم في  أجل من كان قبلكم: من صلاة العصر إلى غروب الشمس".            "رواه الشيخان"

سأحاول ههنا التوفيق بين مختلف المفاهيم النسبية للزمان في مقاربة فكرية لمدة بقاء البشر في الحياة الدنيا.وأنبه –بكل حزم ونزاهة- أن كل ما سأفترضه  وأقيسه وأتأوله وأستنتجه في هذه الفقرة هو من محض النشاط العقلي، ولا أدعي –بتاتا- إدراك اليقين ومعرفة حقائق الغيب المكتومة. أستغفر الله العظيم من كل الذنوب، ثم أقول: ينقسم النهار إلى الصبح، فالضحى، فالزوال، فالعشية، فالغروب.

وقوله تعالى: " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها".

لا يمكن إضافته إلّا إلى يوم الخمسين ألف سنة ولا يتناسب مع اليوم الشمسي، ولا مع اليوم المحمدي، ذلك أني أحصيت من الزمان البشري ما زاد عن ثمانية آلاف سنة، وهو عدد أكبر من خمس اليوم المحمدي الذي يعادل  = 200 سنة فأميل إلى الظّنّ بأنّ عشيّة أو   ضحى آية "النّازعات" هي عشية أو ضحى يوم "المعارج"، أي: = 104 سنة قمرية ( = 10.000 سنة قمرية)                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                              

وأعانني على هذا الاستنتاج قول الشيخ قتاده رحمه الله تعالى في تفسيره "كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها". هو وقت الدنيا في أعين القوم حين عاينوا الآخرة.

أما قول الله تعالى من "طه": "يتخافتون بينهم: إن لبثتم إلاّ عشرا". فيغلب على الظن أن القوم قد يدركون أنهم لبثوا في المرقد البرزخي عشرة أيام، كل واحد منها يماثل ألف سنة من سنوات القمر واستنتجت ذلك من قول أهل الكهف: "لبثنا يوما أو بعض يوم " بينما هم قد لبثوا في كهفهم "ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا". فقست حالة الأموات على حالة النائمين في سبات عميق، وقد روي عن رسول  الله صلى الله عليه وسلم قوله: "النوم أخو الموت".

كما قال الله تعالىعن عزير: "فأماته الله مائة عام، ثم بعثه. قال: كم لبثت ؟ قال : لبثت يوما أو بعض يوم. قال : بل لبثت مائة عام" البقرة 258.

 أما إذا حولت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين" إلى الأرقام، فمعناه أن ما بقي من الحياة الدنيا هو كالزائد من الوسطى عن السبابة، وأعتقد أن نسبة الأطوال بين أصابع البشر لا تختلف كثيرا عن بعضها. لذلك، عندما قست سبابتي ووسطاي، وجدت أن طول الأولى 0.055 م وطول الثانية 0.080 م. فإذا اعتمدت 8000 سنة كالزمن الذي مضى من حياة البشرية وخصمت منه 1400 كالزمن الذي مضى على البعثة لمحمدية، أجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بعث حوالي سنة  0800-1400 = 6600 سنة، بعد آدم عليه السلام.

إذن فإن مقارنة الوسطى والسبابة تؤدي إلى النتيجة التالية:                       (قيس الوسطى)

                              بعثة محمد صلّى الله عليه و سلّم

                                                                                                       (مقاربة الحياة الأولى)

                            (قيس السبابة)

معادلة الحياة الأولى

وخلاصة القول: هي أني أميل إلى الظن بأن الإنسان لن يستغرق وجوده في الحياة الدنيا اكثر من عشرة آلاف سنة.

ولسائل ان يسأل: كيف يمكن للميت أن يعلم الزمان الذي قضاه في قبره ؟

وأجيب عن هذا السؤال بقول الله تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون"

 "آل عمران: 169"

وبقوله سبحانه:

"وحاق بآل فرعون سوء العذاب، النار يعرضون عليها غدوا وعشيا، ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب" "غافر46"

و لقد وجدت بعض الحبات من القمح الفرعوني في إحدى المقابر المصرية القديمة، مضى عليها أكثر من أربعة آلاف سنة، فلما زرعت نبتت ونمت، فلم تنس خصائصها الوجودية.

فما بالك بالبشر ؟ إذا علمت أن الأرواح لا تبلى بالموت، بل يلفها رسل الموت في الأكفان، ويصعدون بها إلى مأوى الأرواح. ومنها أرواح الشهداء التي تأوي إلى قناديل من ذهب في ظل عرش العزيز الجبار تبارك وتعالى.

وفي غياب الوثائق التاريخية الصحيحة والنزيهة، وتحريف اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل، وغياب زبر وصحف وألواح وكتب القدامى نتيجة تصارع الحضارات المتعاقبة على كوكب الأرض وتكالب شياطين الإنس على الهيمنة والنهب والتوحش، فقد اختلف الناس اختلافا عميقا في تقديرهم للزمان الذي مر منذ أن خلق أبونا آدم عليه السلام.

و أقترح جدولا مختصرا لأهم ما قيل في هذا الموضوع، وألاحظ مرة أخرى أن الزمان البشري، أقصر وأقل بكثير من أزمنة السماوات والأرض، والملائكة، والجن والحيوان والنبات.

مدة الحياة الاولى حسب مختلف المفاهيم و النظريات

من خلق آدم إلى قيام الساعة	من آدم عليه السلام إلى سنة 1419هجرية	من آدم عليه السلام إلى هجرة محمد عليه الصلاة والسلام	المرجع
يتوهمون أن الكون ولد إثر انفجار عنيف وسينفجر بعد مضي 100.000.000.000سنة مرّت منها 15 000.000.000 سنة	يزعمون أن الإنسان ينحدر من سلالة القردة وقد وجد منذ أكثر من ثلاثة ملايين سنة .	لا يؤمنون بوجود آدم وينكرون بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ويعتمدون على نظرية "داروين	علماء الآثار وعلماء الفلك الأعاجم وخبراء الأمم المتحدة
	5761 سنة  ويظهر جليا تنقيص   اليهود للزمان رغبة منهم في تأخير رسالتي عيسى ومحمد عليهما الصلاة و السلام	4342 سنة	الطبري،واعتمدعلى أحبار اليهودو علمائهم
لا يؤمنون بقيام الساعة، شعارهم: أرحام تدفع وأرض تبلع"	6639 سنة	5220 سنة	المجوس
	7411  سنة	5992  سنة	نصارى اليونان
يعتقد اليهود أن مبدأ تاريخهم راجع إلى بدء خلق العالم.	5800 سنة	4381 سنة	اليهود
7000 سنة وقد فات زمانها حسب هذا الرأي			عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما
6000 سنة وقد فات زمانها حسب هذا الرأي			وهب بن منبه من مسلمة بني إسرائيل، رحمه الله تعالى
مدة الدنيا  ׃  50000   سنة		أنظر تفسير سورة المعارج	عكرمة ׃ مختصر ابن كثير
	يعتقد ان النهاية ستكون بعد׃ 5  000000000   سنة من الان	من المركز الاروبي للابحاث الفضائية	Thierry Montmerle
نحن نقترب رويدا رويدا من زمان قيام الساعة 10000  سنة.	8002  سنة	قصص الانبياء عليهم السلام  6583 سنة	عبد الله محمد عبد الهادي إبن جمعة